من فقه الأولين ،
نقطف هذه الوصية التي تؤكد عمق فهم الأخوة عند السلف فهذا الإمام يحيى بن معاذ –
رحمه الله – يوصي إخوانه يوماً ، فيقول لهم
:
" ليكن حظ
أخيك منك ثلاثاً :
وإن لم تفرحه فلا
تغمه ،
وإن لم تمدحه فلا
تذمه " .
ما أسهل بنود هذه
الوصية .. في عالم التنظير والتأطير !!
وما أشقها على
الذين اتسعت الفجوة عندهم بين القول والفعل ، بين النظرية والتطبيق!!
لقد ابتلي الصف
المسلم في هذه الأيام ، بكثير من المنظرين ، الذين يحسنون القول ، وليس لهم في
ميدان الفعل نصيب يذكر ، يحسنون التوجيه ولا يأخذون أنفسهم به ، وكأنهم خلقوا من
أجل أن يعظوا غيرهم ، وهؤلاء هم الذين كان لهم ( الفضل ) الذي تحولت به الشعائر
إلى شعارات ، والعبادات إلى عادات .
فقاعدة هذا الإمام
الجليل في الحفاظ على رابطة الأخوة ، تقوم على أساس من السهل جداً أن يأخذ به كل
واحد منا ، وأن يلزم به نفسه ، فإن لم تفعل الحسن ، فلا أقل من أن تمتنع عن فعل
نقيضه ، فإن كنت لا تقوى على أن تهب في نجدة أخيك ، أو أن تسرع في مساعدته، أو أن
تتحرك في الذب عنه ، فلا أقل من أن تمنع عنه شرك ، وتكف عنه لسانك، وبمعنى آخر إن
لم تقو على الفعل ، فلتقو على الإمساك ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق