مع الشعر ~ مدونة الأخوة

a

عن الموقع

span id="st_finder">

تابعنا عبر البريد

مع الشعر

مختارات من شعر د.يوسف أبوهلالة

المؤمنون

المؤمنون هم الذين بدينهم يستعصمونْ
وهم الذين إذا طمى سيلُ الرّدى لا يرهبونْ
وعلى شبا عزماتهم كيد العدا العاتي يهونْ
وبخير زادٍ للذي ذرأ الخلائق يركضونْ
لاينحنون لغاشمٍ ولمجرمٍ لا يركعونْ
صرخاتهم لحن الخلود ترنُ في سمع القرونْ

***
هم صيحة البأس الشّديد ووثبةُ المجد التليدْ
والنور في غسق الدُّجى والنارُ تلتهمُ القيودْ
والهاتفون بأننا لا نرتضي حُكم القُرودْ
وإذا الثعالب أخنست وثبوا كما تثبُ الأسودْ
فحياتهم عطر الحياة يفيض بالأمل الوطيدْ
ومآبهم إما قضوا دار المقامة والخلودْ

***
إني لأشهدُ إنهم من كل بتّارٍ أحدُّ
ياطالما خاضوا الصّعابَ وطالما صالوا وشدّوا
لم يثن عزمتهم بلاءٌ مطبقٌ وأذىً وصدُّ
حملوا مشاعل دينهم والدينُ تضحيةٌ وجهدُ
ومضوا يخوضونَ المنايا كُلُّهم عزمٌ وجدُّ
حتى أضاء بمن قضوا منهم بجيد الدّهر عقدُ

***
في كل معترك لهم هول كموجِ البحرِ هادرْ
هزأوا بكل شديدة وفؤادهم بالذّكر عامرْ
يتراكضون إلى المصارعِ مثلما تعدو الضوامرْ
والطّفل يولد ثائراً فيهم ويلقى الله ثائرْ
وأكفهم كم كُبّلت دون الأسنة والبواترْ ؟
لو لم تغل لأورثت مجد الأوائل للأواخرْ

***
إن أطبقت سُدُفُ الظّلام وعضّنا نابٌ أكولْ
وديارنا طفحت دماً ومضى بها الباغي يصولْ
ومن الميادين اختفى لمعُ الأسنّة والصّهيلْ
وعلت على الأنّات أنغام المعازفِ والطبولْ
هبت عواصفهم تدكُّ صروحه وله تقولْ
لن نُلقي الأسيافَ حتّى عن مرابعنا تزولْ

***
"
كابول" إذا أسرت وأدمى زندها قيدٌ ورقُّ
بَرّوا بها وسواهم خانوا أمومتها وعقّوا
وبساحها زرعوا الجهاد وللخلاص الدرب شقّوا
وهم الذين بنارهم دقت من "السادات" عنْق
وتساقطوا مطراً على ظمأ تكابده "دمشقُ"
هم للخلودِ وللفناء جميعُ من ذلّوا ليبقوا

***
شتان ما بين الذين لربهم باعوا النّفوسا
الباسمين إلى الرّدى والسيف يرمقهم عبوسا
الناصبين صدورهم من دون دعوتهم تروسا
والراقدين على الهوان يدوسهم "عيسى" و "موسى"
الجارعين إلى الثمالة من يد الخصم الكؤوسا
الخانعين بذلةٍ للبُطْلِ يحنون الرؤوسا

اعتذار عن الصمت

عنْ كُلّ صَمْتٍ يُقِرُّ الضّيم أعْتذِرُ ... فليسقُط الخوفُ والخذلانُ والخَوَرُ
يا دَارنا .. يا مَصَافي النّفطِ مُتخمةً ... يا كوْمَةَ الدَّين آدَتْ ظهْرَ مَنْ صبروا
يا دارَ مليون ضحّوا بالنّفوسِ غدَتْ ... سُوقاً لمليون رقّاصٍ بها انتشروا
يا شعْبُ .. يا جاهلاً قبل السّؤال لمن ... يبغي اختباراً له.. بالرّد يبْتدر
يا قيءُ .. يا سُلُّ.. يا طَفْحاً يضيقُ بهِ ... في مَعْرض الدّاء مَنْ سُلّوا ومَنْ جُدروا
يا مُنتناً.. كُلُّ عِطر الأرض في يده ... ولَمْ يَفُحْ مِنْهُ إلاّ السُّوءُ والقَذَرُ
يا غارقاً في هوى "نجوى" ومُفْتَتِناً ... "براغبٍ" و "ديانا" والهوى قدَرُ
يا خائباً.. أرْضُهُ بالفاتحين زهَتْ ... لكنّهُ بلصوص الدّار يفتخر
"
طزٌّ " على الشّعب.. شعْبِ الحُبّ .. يمنحُهُ ... لِمنْ بإجرامهم يَشْقى ويَنْتَحرُ
ينْسى البكاءَ على الأبطال إنْ ذبحوا ... وليْسَ يدنو إلى أفراحِهِ كدَرُ
لكنّهُ ليْس يَنْسى الضّحكَ قهقهةً ... لكُلِّ مَنْ هزأوا بالدّين أو سخروا
يَسُبُّ "حيفا" "لهيفا" كي يفوز بها ... وليس يَعْنيهِ ما "بغدادُ" و "الخُبَرُ"
في كلّ ناحيةٍ مِنْ ذُلّهِ خبَرٌ ... وما لَهُ في ميادين العُلا خبَرُ
عمّن سأكْتُبُ والآلامُ تنهشني ؟ ... وأيُّ لحنٍ به يَسْترسلُ الوترُ ؟
عَنْ أُمّةٍ بقيود العار مُلْجمة ... يقودُها في دروب الخُسْر مَنْ فَجَروا
عن الحكومات.. أخْزَى اللهُ مَنْ حكموا ... لا بالدّيار ولا سكّانِها شعروا
إذا مَرضْنا أتيناهمْ نزورُهمُ ... ويخطئون فنأتيهمْ ونعتذرُ
عن طفلةٍ داسَها المحتلُ في " رفح " ... أمْ عن فتى تحت رَدْم الدّار يحتضر؟
أم عن إهانةِ أُنْثى مَسَّ عفّتها ... على عيون البرايا دَاعرٌ أشرُ؟
"
القدس " ماتت و " بغداد " انتهتْ وقضتْ ... و " نجدُ" تحت " السلولييّن " تنتظر
هذا كلامي دقيقُ اللفظ واضحُهُ ... كأنّه الدُّرُ نظماً ما به هَذَرُ
مليارُ شخصٍ بهمْ أوطانُنا اختنقتْ ... - مِن الهوانِ- على " شارون" ما قدروا


الصّفقةُ الخاسرة

بمناسبة توقيع الاتفاق اليهودي الفلسطيني في "أوسلو" على تهويد فلسطين .


لم يبقَ إلا بمن نَعْنو له أملُ فالشّعبُ هانَ وهانت قبلهُ الدّولُ

خمسون عاماً وجرحُ القدس ملتهبٌ من نزفهِ ترتوي الخِطِّيةُ الذّبُلُ

دماؤها الخمرُ في أقداحِ من شربوا ولحمها القاتُ في أشداقِ من أكلوا

ونحنُ من حولها موتى بلا كفنٍ عيوننا بالأذى العبري تكتحلُ

وشرُّ ما ابتدعت حكامُ أمّتنا موتى على قارعات الدّربِ تنتقلُ

نأتي الحياةَ وقيدٌ في معاصِمنا شأنَ العبيد - وفي أقدامنا شللُ

يُطوى اللسانُ لنا من حين مولدنا كي لايطيشَ به في نقدهم زللُ

ويختمُ الفم عن قول يضيقُ به فيلزمُ الصّمت إنْ ضاقت به الحيلُ

أفكارُنا في قصور الحكم غانيةٌ والمفرداتُ بهزّ الرّدفِ تشتغلُ

ضاقَ النّدامى بها لكن لحاجتهم لم يطردوها ولا من عُهرها خجلوا

على الرؤوس نَغُذُّ السّيرَ، أرجُلنا مرفوعةٌ لولاةِ الأمرِ تبتهلُ

كي لا نرى الوضعَ مقلوباً إذا فُتحت بغفلةٍ من رقيب الأعين المقلُ

ودارنا أُتخمت بالأمنِ ساحتُها في كلّ منعطفٍ سجنٌ ومعتقلُ

والمخبرون ألوفٌ في أزقّتها ضاقت بما يفترون الكُتْبُ والرّسُلُ


وللكلاب نباحٌ لا انقطاع لهُ كأنّها منهجَ الإعلام تنتحلُ

حتى المهانة ضجّتْ من مهانتنا وصنفُ علّتنا ضاقت به العللُ

ساداتنا يفضلُ الشيطانُ أفضلهم وفحلهم في ميادين الوغى حَمَلُ

يُبدون للنّاس أخلاقاً وسيرتُهم من قُبحها تبرأ الأوغادُ والهملُ

ويظهِرونَ صلاحاً بعض آونةٍ ودينهم من خبايا وزرهم ثملُ

للعربِ ينمونَ أشكالاً وأردية لكنّ أرواحهم بالرّوم تتصلُ


لسانُ أحوالهم لو أنّهم صدقوا إنّا على الغرب دون الله نتكلُ

لو قيلَ للقردِ كنْ شخصاً بأمّتنا لقالَ مالي بما ترضونه قِبَلُ


***


ماذا أقولُ وقد شدّوا اللسانَ إلى صَخرٍ وفوقَ فمي كمّامَةً جعلوا ؟

وقرّروا أنّني لو أُنزلتْ سُوَرٌ تقضي بتبرئتي بالوزْرِ مشتملُ

وأنّني جاهلٌ أبعادَ حِنْكتهمْ والنّاس - قد قيلَ - أعداءٌ لما جهلوا

وتلك فتوى ذوي الافتاء واضحةٌ من خالفوا الحكمَ للنيران إنْ قتلوا

يفتون في كلّ أمر لا يفيدُ به علمٌ ولا يُحرِجُ الجهالَ إن جهلوا

أما العظامُ من الأحداثِ إن طرقتْ فما لهم ناقةٌ فيها ولا جملُ

حكمُ البراءةِ من مسّ العطور لهُ الدّ نيا تقوم ويذكى حوله الجدلُ

أما البراءة من رِجسِ اليهودِ فلا داعٍ لها وبذا الإجماعَ قد نقلوا


والثوبُ إن جازَ نصف الساق معضلةٌ نثيرُ فيها صراعاتٍ ونقتتلُ

لكن إذا قيلَ والي الأمرِ مئزرهُ ضافٍ يقولون قد أشركتَ يارجلُ

دعمُ الجهادِ أما أفتوا بحرمته وحمّلوا أهلهُ ماليسَ يُحتملُ

واليومَ في دَعم إسرائيل حجتُهم الشّرعُ يأمُرُ والأبرارُ تمتثلُ

هذي العقيدةُ يامن تنعقونَ بها عقيدةٌ فاضَ من سروالها البللُ

***

أطلّ عصرٌ يهودي الملامح في تشكيله أَسْهَمَ الأشرافُ والسَّفلُ

يلقى به الساقطُ المسلوبُ عِفّته ، ما يشتهي ، ولأمِّ المسلم الهَبَلُ


ولو ترى أدعياء "الفتح" كيف علا لهم بما حقّقوا من خيبةٍ زجَلُ

يردّدونَ أراجيفَ الشّقيّ فلوْ رأوهُ يدخلُ جُحراً منتناً دخلوا

قالوا وقالوا وشرُّ القول أكذبه وأحقرُ النّاسِ من قالوا وما فعلوا

حالتْ على صَهَوات الفَدْي حالتنا فالجسمُ مهتضمٌ والحالُ مبتذلُ

يُخزي ادّعاءَهم الشّحمُ الذي اكتنـزوا حتى يظنَّ بهم من بطنةٍ حَبَلُ

في "أُوسلو" كشّفوا سوآتهم ومضوا لمخدع الإثم لاعفّوا ولا خجلوا

إذا استفاق ضمير الشّعبِ وانطلقتْ جُذى المعارك باسم اللهِ تشتعلُ

فكلُّ أوراق أوسلو في خزائنها سيستخفُّ بها الكرّاث والبصلُ

للنّار وجهٌ جلا التوقيعُ خيبَتَهُ ودولةٌ برئتْ من ذُلّها الدّولُ


***


صرختُ والوطنُ المذبوح خنجرهُ في القلبِ ينكأُ جُرحاً ليس يندملُ

الناعقونَ بهذا السّلم أوجههم وقاءَ أقدام من ضحّوا ومن بذلوا

وكلُّ من سَرَّ إسرائيلَ موقفهم يفدون من في سجون الضّفةِ اعتقلوا

قلبي على "أحمد الياسين" لوعتهُ يثيرها المضنيانِ السّجنُ والشّللُ

يا أيها الشيخُ يا معنى يضيقُ به شعري وتخجلُ من تقصيرها الجُملُ

يخبو المزيفُ من مجدٍ ومن نُكِستْ به الرؤوسُ وتبقى أنتَ تشتعلُ

لعُصبةِ الحقِّ يومٌ يرفعون به لواءهم ولمن عاداهُمُ الفشلُ

***


لا ليست القدسُ مُلك الخاسرين إذا خانوا ولا منحة الأشرار إن هزلوا

ولا فلسطين كرسياً يقوم به على أريحا بِظِلِّ المعتدي هملُ

مازالَ ألفُ صدى في القدس منتظرا أن يعلنَ الزّحف مشبوب اللظى بطلُ

أسطورة العار شرُّ الناس سطّرها نهجاً به في المخازي يضربُ المثلُ

أبا العمى إن يكن بلفور واعدهم فروحه بالذي أنجزتَ تحتفلُ

بعض الفصول انتهت في مسرحيتهم فهل بغير اجتثاث الدين تكتملُ ؟


***



 
ديارُنا كلُّها محتلةٌ ولذا سيّان إن بقي الغازون أو رحلوا
وهل سيثمرُ في أوطاننا أملٌ إذا عليه عدا في مهده الأجلُ ؟

وهل سينفعُ تحريرُ الدّيار إذا الأرواحُ كانت بقيدِ الرّقِ تنتقلُ

قبلَ الرّجوعِ ارجعوا لله خالقكم لن يُرتجى النّصرُ ممن دينهم خذلوا




الفارس المصلوب


إلى المجاهد الصادق الذي لم يتهرب من الميدان بألف حجة ذكية مقنعة.

ندرة الرجال العظام الدكتور عبدالله عزام...

كَفَرْتُ بكلِّ من عَذَلوا وعنْ درْب الفدا عَدَلوا
 ومن لم يُصْبِهم في العيْشِ إلا النَّوم والكسلُ
 ومن بنديِّهم –والنارُ تزْحفُ- يكثرُ الجدلُ
 ومن بالوهمِ –رغْمَ التِّيهِ- ظنُّوا أنَّهم وصلوا
 وأكْبَرتُ الذينَ مضَوا وعمَّا شقَّ ما سألوا
 وعن غايتهم –رغم اعْتسافِ الدَّهر- ما نكلوا
 ومن دمهم أضيئت في دياجي الحيرة الشُّعلُ

***

أيا مُهراً يُجيدُ العدوَلم يشمتْ بهِ الكَللُ
 رأيتُكَ صافياً والنَّاسُ مغشوشٌ ومنْتَحلُ
 وزورقَ عِزَّةٍ رغْم اشتِدادِ الموجِ ينتقلُ
 وسيفاً مثْل ضوء البرْقِ يسطَعُ حينَ يُنتَضلُ
 وإعصاراً إذا ما هبَّ ريعَ الحادثُ الجَللُ
 لنا اسْمح أن نُقبِّلَ في يديْكَ السَّيفَ يا بطَلُ
 ونمسَحَ عن حِذائكَ ما عليها يطرحُ السَّفَلُ
 كقولٍ من أخي سَفَهٍ توارى عِنْدهُ الخَجَلُ
 تخوضُ القدسُ في دمها" وتنهَشُ نحرها الذُّبُلُ
 ورجْلُكَ دونَ ساحتها بها قد ضلَّت السُّبُلُ
 وقلبك في هوى الغُرباءِ متْبولٌ ومنشغلُ
 فهل "كابول" علَّتُها تهونُ أمامها العللُ
 وهل من ناقةٍ فيها لنا يا شيخُ أو جَمَلُ

***
 أجبهُم –يارعاكَ الله- حتَّى يخرس الجدلُ
 وقلْ يا أيُّها النُّقاد من لا موا ومن عذَلوا
 أنا ما زال جُرحُ "القدسِ" في جنبيَّ يعتملُ
 ووقْدُ مُصابِها كالنَّارِ في الأحْشاءِ يشتعلُ
 أنا ما خُنتُ عهد الله لما خانت السَّفَلُ
 وفي ساحاتِها جاهدتُ إذ جُلُّ الورى خَذَلوا
 فلمَّا غُلَّ كفُّ الفدي وانْقطعت بنا الحيَلُ
 ولم يُبقِ الطُّغاةُ لنا طريقا نحوها يصلُ
 ونحنُ بشرعنا "كابول" أختُ القدسِ إن جهِلوا
 مضيتُ مُجاهداً مع من بهم يتشرَّفُ المثلُ
 أسود الملة الأفغان لا ميل ولا عُزلُ
 على نارِ الأسى شبُّوا وفوقَ جحيمها اكتهلوا
 وكان الحزنُ يلبسُهم وعنهم ليسَ ينفصلُ
 فتلْكَ رُبوعهم بالدَّافقِ الموار تغتسلُ
 وتحت صواعِقِ الغاراتِ بالنِّيرانِ تشتعلُ
 وتلكَ جماجمُ الأطفالِ تُسحقُ وهي تبتهِلُ
 وأعراضُ النِّساء بها يعيثُ الملحدُ الثَّملُ
 فما ذلَّ الإباءُ بهم وما بهمُ احتفى الفشلُ
 ورأسُ الشَّعبِ مُرتفعٌ وموجُ البذلِ مُتَّصلُ
 وفينا من يقول لهم عقيدتُكُم بها خَلَلُ
 معاذَ الله هذا الإفكُ ممَّا ليْسَ يُحتَملُ

***

فيا أحبابنا الأفغانُ من ضحُّوا ومن بَذَلوا
 لأنتم في الحياةِ شذىً ونحنُ الثُّومُ والبصلُ
 ونحنُ عن الجهادِ الحق ذاك العازفُ الوجلُ
 ونحنُ الجبنُ والخِذلانُ والتضْليلُ والدَّجلُ
 خوالِفَ أُمَّتي مهْلاً بصيرتكُم بها حَوَلُ
 فليسَ سوى عقيدتكم سرى بكيانها الشَّللُ
 جُنودُ الرُّومِ نعرفها وإن ميْدانها نقلوا
 أيا من فكرهُم قد زاغَ عمَّا بين الرُّسُلُ
 وفي أحكامهم حادوا عن التَّقوى وما اعتدلوا
 لهيبُ الشِّركِ لا يُطفيهِ إلاَّ الأحمَرُ الهَطلُ
 وما سندتْ خُطا التوحيدِ إلا البيضُ والأسَلُ

***

أقولُ لكمْ وجُنحُ الليلِ داجٍ مُطبقٌ أزلٌ
 سأبقى في جبينِ الصَّبرِ وَشْماً ليْسَ ينفَصِلُ
 أشرِّعُ هامتي للنَّارِ للأشواكِ أنتَعِلُ
 أُراقبُ هبَّةَ الإيْمانِ يَحْدُوها الشَّذى الخَضلُ
 وكُلَّ قذيفةٍ يشدُو على أنغامِها الأمَلُ
 تقولُ وربما قول تقرُّ بطيبهِ المُقَلُ
 لَكَ البُشرى ترجَّلْ عنْ جوادِكَ أيُّها الرَّجُلُ
 فإنَّ الإخوة الغُيَّاب للميدانِ قد وصلوا
 ومن بوابةِ الأفغانِ للتاريخِ قد دَخَلوا


لنا النصر

إلى الأخوة الأحبّة د.سعيد آل زعير، ود.عبد الله الحامد ، والشاعر علي الدّميني، والدكتور متروك الفالح، أهدي هذه القصيدة.


دعِ اليأسَ والنّوم والمرْقدا إلى حُلُمٍ في السّماءِ بدا
إلى قمة هزِئتْ بالسّفوحِ إلى موطنٍ لم تطأهُ العِدا
نباتُ الفسادِ يُغطي البلادَ وقدْ آن للشّوكِ أن يُحصدا
أتقْصى الهُداةُ لتحيا الطغاةُ ونفنى ليبقى الذي أفسدا
وأُمّتنا في قفار الضّياع أضاعتْ – على الظّمأ – الموردا
تلوحُ كَسَائلةٍ في الدّروبِ تمُدُّ إلى النّاهرين اليدا
ميادينها أُغرقت بالدّماءِ وليسَ لثاراتها من صَدى
ومن أُفقها كالخيالِ انْطوى صهيلُ المذاكي ولمعُ المُدَى
وفوقَ المنابر لم تَر إلا المنافق والكلَّ والأدردا
تراهُم على عتباتِ الهوانِ لأسيادهم رُكّعاً سُجّدا
عمائمُهُم تُشترى بالنّقودِ ومن أجْلهِنَّ اللحى تُرتدى
لأخزى القرود أطالوا السّجودَ وشقّوا بحبّهم الأكبُدا
وفي طاعةِ الكافرين الغُزاةِ رموا البيت والحجر الأسودا
ضُلوع حِراء نُعوشاً غَدَتْ تُزفّ عليها ليوثُ الهدى


وأرضُ "المُحيّا" اكتست بالدّمار ولم يخْفَ من رتّبَ المشهدا
ومن زجّ في "الحائر" الأبرياء وأورى به اللهبَ الموقدا
أسودَ الإلهِ التي تمتطي المنايا لنيل العُلا مصْعدا
أنا أنتم ، التهبوا في دَمي غداً مُشرقاً لا غداً أسودا
غداً وجهُهُ النّورُ نورُ الكتاب وسيفٌ من الله لن يُغمدا
وكونوا قضاءَ الإلهِ العزيز بخيل الفتوحِ يجوبُ المدى
شفاهُ جراحاتكم لَمْ تَزلْ تُضمّخ أرجاءَنا بالنّدى
وما زالَ يُورقُ في الرُّوح منها بجدبِ الفُصول ربيعُ الهدى
لنا تَهَبُ البُرْءَ بعد السّقام وتمحو الفساد ومن أفسَدا
براياتها الخُضْرِ لما نَزَلْ مع الفجر نرتقبُ السّؤددا
لكُمْ ربُّكم فالجهادُ استفاقَ وزمْجرةُ الحرْب لن تُصفدا
إذا شاخ فوقَ الرّمالِ السَّرابُ فبالغيثِ عارِضُكُم أرعدا
يقينكُمُ اللهَبُ المقْدِسيُّ يُحرّقُ من لامسيه اليدا
وجذوةُ إيمانكُمْ لم تكُنْ لدى شِدَّةِ الرّيح أن تخمدا
وإصراركُمْ والتّحدي العظيم لآلهةِ الزَّيفِ لم يَسْجدا
بكُم رأسُنا يتعدّى السّحابَ وهاماتُنا تعتلي الفرقدا
جريمتُكُم أنّكم ما ارتضيتم بخادم شرّ الورى سيّدا


ولم تركنوا للنظامِ الذي بغيرِ "شياطينهم " ما اقتدى
خبطنا زماناً ولمّا أطلَّ سناكُمْ لقينا عليه الهُدى
بما بذلوا يسْعدُ المخلصون ويا كانزَ المالِ لن تَسعدا
ويا أيّها الأخوةُ التائبون عن الحقّ ضيّعتُمُ المقصدا
أحقاً ركنْتُم إلى الظالمين وقد كُنتم المثل المقتدى
أترموننا للعُبابِ الرّهيبِ لتحتضنوا الشاطئ الأبعدا
بردتُم وما زال قرُّ الشّتاءِ بكُم يستحثّ اللظى الموقدا
بعودتكم يُهزمُ المرجفونَ ويرجعُ بالخُسر من هدَّدا
لقدْ كان أحرى بكم أن تقولوا لمن تبعَ الذّيلَ كُنْ سيّدا
وللشعبِ يا شعبُ خُنْ حاكميك وجاوز بحربِ الطُّغاةِ المدى
فإنْ لم تخنهُم فلا أخطأتكَ المنايا ولاحادَ عنكَ الرّدى
تمرّدْ فما كان ربّ الجلالِ يُريدُكَ خزيانَ مُستعبدا
أحبّايَ عودوا لدرب الجهاد فلا عاشَ للضّيم من أخلدا
ولا تعذلوا من يُريقُ الدماءَ فحقُّ العقيدةِ أن تُفتدى
فما هانَ من للفداء اغتدى ولا ماتَ من في الوغى استشهدا
ومن عاش يلهثُ خلف السّرابِ أضاعَ أماني الحياةِ سُدى


أروني إماما ... دُعاةَ الخُنوعِ على الغزو سيفَ الهُدى جرّدا
أروني حفيظاً على ذمّةٍ وأوطانكُم لُعبة المنتدى
أهذا الذي ماتَ أحرارُهُ وعادَ به الكلبُ مُستأسِدا؟
أهذا الذي أرضهُ أصبحت كميناً وآفاقُهُ مرصدا؟
أهذا الذي كجُحورِ الهوام برغم مساحاته قد بدا؟
أهذا الذي عاد للسارقينَ مشاعاً وحصناً لمن أَلحدا؟
بربّ الذي مسخَ الحاكمين أهذا هو الوطنُ المفتدى؟

دعوا الموجَ يطوي رموزَ الفسادِ ويلقى النّهايةَ من بددا
فقدْ آن للجائعين العُراةِ بأنْ يُوردوا المتخمين الرّدى
وأن ينزعوا كُلّ هالاتهِمْ وأن يطرحوا عنهمُ السّؤددا
ألا إنّ نهرَ الخلاص العظيم تفجّر في أرضنا مُزْبدا
هُو الفجْرُ يُسعدُنا نورُهُ ونقرأُ في مقلتيه الغدا
خُطا الظامئين لوردِ الخلودِ ستبلغُ في سعيها الموردا
لنا جولةٌ يا عبيدَ العبيد وجيشُ الأرقاء لن يُنجدا
لنا النّصرُ يُشرق بعد الجهادِ وإن أبرقَ الهولُ أو أرعدا



أسد الجزيرة



أَرِقْتُ وَعَادَني هَمٌّ وَسُهْدُ
تَكِرُّ عَلَيَّ خَيْلُهُمَا وَ تَعْدو
هِيَ الدُّنيا .. بهَا إنْ فُلَّ حَدٌّ
بِسَاح الغَدْرِ يَعْقُبُهُ الأحَدُّ
زَمَانُ القهْرِ عَلَّمَنَا دُروسَاً
بِهَا يُجْلَى لبَاغِي الرُّشدِ قَصْدُ
بأنَّ حِمَى الهُدَى إنْ غادَرَتْهُ
خيولُ الفَتْح والْفُرسَانُ .. لَحْدُ
وأَنَّ الدّين لَيْسَ لَهُ مَكانٌ
إِذا خَانتْهُ حُرّاسٌ وَ جُنْدُ
وكُلُّ النّاسِ أشْبَاهٌ وَلكِنْ
يُميّزُ بَيْنَها بَذْلٌ وَجُهْدُ
وَمَا بِسوى الجِهَادِ يَعِزُّ رُكْنٌ
وَتُرْتجعُ الحقوقُ وتُسْتَردُّ

بَلَوْتُ النَّاسَ أَجْناساً ونَهْجاً
وَمَا كَتَموهُ مِنْ فِعْلٍ وأَبْدوا
فَلَمْ يَعْظُمْ بعَيْني مِثلُ حُرٍّ
يُهَانُ بهِ الظلومُ المسْتَبدُّ
وَمِنّي مَا شَدا إِلاّ لشَهْمٍ
يُجاهِدُ مُخْلِصاً شُكْرٌ وَحَمْدُ
"
أُسَامَةُ" والمفاخِرُ ضَابحَاتٌ
تَوالتْ لَيْسَ يُحْصيهنَّ عَدُّ
تَجودُ لِذكْركُمْ بالدّمْعِ عَيْنٌ
ويدْمَى يَا حَبيبَ الرّوح خَدُّ
لَئِنْ كَثرتْ عَلى الدُّنيا عِظامٌ
فإنَّكَ في حِماهَا الْيوْمَ فرْدُ
تَعوّدتَ اغتيالَ اليأْس فينا
تَسيرُ بنا لِكُلّ عُلاً وتَغْدو
أَتيتَْ تُطِلُّ مِنْ مُقَلِ الضّحايا
ودونَ الثّأْرِ لَمْ يَغْلُلْكَ قيْدُ
ولا "ليلى" بِكَ اسْتَشرى هَواها
ولا بكَ أبْحَرتْ في الحُبِّ "دَعْدُ"
مَضاؤكَ في يَدِ الأقْدارِ سَيْفٌ
ونهْجُكَ في يَدِ الإسْلام بَنْدُ

أَيَا أسَدَ الجزيرة .. في حِمَاها
تَمادَى الجُوعُ والكرْبُ الألدُّ
وَمنْ صَحْرائها البترولُ تنمو
بهِ في الغرْبِ جَنّاتٌ وخُلْدُ
وهَلْ تُرْجَى لنجدتها طُغاةٌ
أعَزُّ رؤوسِها للخصْم عَبْدُ ؟
لَهَا مِمّا تُسَرُّ بهِ الأعَادي
ولاءاتٌ لَهَا في الشّركِ بُعْدُ
كأنّ الكُفْرَ سيّدُها المفدّى
وليْسَ لَهَا بدين اللهِ عَهْدُ
تَحفُّ بها شيوخٌ مُسْرَجَاتٌ
لِكُلّ مُضَلّلٍ بهواهُ تشْدو
تُمَنّي كُلَّ ذِي زَيْغٍ بوصْلٍ
كذاكَ الحُبّ أَرْخصُهُ الأشدّ

رجالُكَ يَوْمَ زَمْجَرت الرّزايا
عليها باقْتحام الموْتِ رَدّوا
وَحَشْوُ نفوسِهمْ كِبْرٌ أشمٌّ
وَمِلءُ صُدورِهمْ عَزْمٌ أشدُّ
عَلَى السّاحَات مِنْ دَمِهمْ سيولٌ
وفوْقَ ذُرى الجبال الشُّمِّ وَقْدُ
وراياتُ الجهاد "بتورا بورا"
بِهَا انْتفَضَتْ غطارفةٌ وأُسْدُ
مِن القوْم الأُلَى صَدَقوا
ولَبّوا وَجدَّ بهمْ إلى الغَاياتِ قصْدُ
فَلاَ مِنْ جَمْعِهمْ عَطَلتْ دِيارٌ
ولا جَافَى مَساعي الصِّيدِ سَعْدُ
جهَاداً يا أحبّتنا جِهَاداً
فما دون امْتطاءِ الهَوْلِ بُدُّ
أعيدوا سِيرةَ العُظماءِ فِينا
فأنتمْ لِلْعُلا والمجْدِ نِدُّ
وَمَنْ يُرْدي المُغيرَ إذا تمادَى
إِذا لَمْ توردوه رَدَىً وتُردوا ؟
وهَلْ يُبنى بغيرِ الفَدْيِ مَجْدٌ ؟
وَهَلْ يُحمى بغيرِ الْبِيضِ حَدُّ ؟

لَحَاهَا اللهُ أشْراراً تَنَاءَى
بها عَنْ سَاحة الإيمان طَرْدُ
شراذمة التّحالُفِ مِنْ هَوانٍ
لِقعْرِ الخيبةِ العُظمَى تردّوا
يقودون الغُزاةَ لِيَحْرسُوهمْ
وعَيْشُ الذُّل خيْرٌ مِنْهُ وأدُ
"
لأبْرَهَة" انْتخوْا" كأبي رُغَالٍ
"
لِهَدْم "البيْتِ" يُرْشِدُهُ ويَحْدو
أقولُ وَلا أصَدّقُ ما أراهُ
أَهَزْلٌ ذاكَ ؟ أمْ ياقومُ جَدُّ؟
إذا سَمّوا هَوانَ السَّعْيِ رُشْدَاً
فدربُ الغيّ شرٌّ منهُ رشْدُ
فلا لمَعَتْ لِعِزَّتِهمْ بُروقٌ
ولا دَوّى لَهُمْ بالغيثِ رَعْدُ
قذائِفُهمْ يُهينُ مُسَدّديها
صَفاً مِنْ عَزْمَةِ الأبرار صَلْدُ
سَيُجلَى الأمْرُ والأوطانُ تدري
مَنِ الأوفى لَهَا وَمَن الألدُّ ؟
وَهَلْ يَحْلو عَلَى ضَعْف صَلاحٌ؟
وهَلْ يُرجى مِن الرّمضاءِ بَرْدُ؟
هَبْ انتصروا... فما كُلُّ انتصار
بهِ يَرْضَى أبٌ ويُسَرُّ جدُّ
صُنوفُ النّصْرِ مِثلُ النّاسِ شتّى
هَزيلٌ بعْضُها والبَعْضُ وَغْدُ



لَئِنْ حَلّتْ بأمريكا الدّواهي
وَدَكّ بروجَها هَدْمٌ وَهَدُّ
فكُلُّ الأرْضِ قدْ عاشتْ عُقودا
تروحُ على زلازلِها وتغْدو
وَكَمْ نارٍ بصدْر الكونِ شَبّتْ
لَهَا مِنْ كَفّها الحمراءِ وَ قْدُ
لَهَا رقصَتْ فلمّا لامَسَتْها
مَضتْ بعداوةِ الإرهابِ تشْدو
وتُعْلِنُها على الإسلام حَرْباً
لها باسْم الصّليبِ قُوىً وحَشْدُ
هوَ الإرهابُ سُمٌّ مِنْ سِواها
وَمِنْها إنْ أتَى عَسَلٌ وشَهْدُ

أََلا يا "بوشُ" راعتْكَ البَلايَا
وضَمَّ شرورَكَ الحْمقَاءَ لَحْدُ
إِذَا دَانتْ لَكَ الدُّنيا وذلّتْ
لَكَ الأنْذالُ واسْتهواكَ مَجْدُ
وَعَادَ الشّعبُُ طَوْعَ يَديْكَ يجْري
وَخَانتْ دينَها "يَمَنٌ" "ونَجْدُ"
وَجُهْدَ الغافلين بهِ تناهى
لِدَعْم الغَزْوِ "برويزٌ" و"فهْدُ"
وَلَمْ تنهضْ لَدَى الجُلّى قريشٌ
ولا انتفضتْ مِن البَلْوَى مَعَدُّ
وَلَمْ يوضعْ بأطراف المواضي
لِلَجْم غُروركَ المجْنونِ حَدُّ
فَخُذْها أيُّها الشّيطانُ واسْمَعْ
كَلاماً لَمْ يَشُبْ صَافيهِ نَقْدُ
بأنَّ الأرضَ في قدميكَ لَيْسَتْ
حِذاءً حِينَ تُتْلِفُهُ يَجدُّ

عُيونَكَ مَسّها حَوَلٌ شَنيعٌ
وَمَا دَاءٌ .. وَلكِنْ ذاكَ عَمْدُ
تَرى "شَارون" في المرْعَى خروفاً
جَميعُ سُلوكِهِ عُشْبٌ وَورْدُ
وَطِفْلَ القُدْسِ تحْتَ النّار ذئباً
يَصولُ على براءتِهِ ويَعْدو
وتهْديمَ البيوتِ عَلَى ذويها
صَنيعاً حَقُّهُ شُكْرٌ وحَمْدُ
وأنَّ شرورَ أهْلِ الغربِ خيرٌ
وأنّ جُنونَ "إسرائيل" رُشْدُ
وأنّ حَياتنا إذْ مّا تناءَى
بِنا عَنْ مَنْهج الغَازين بُعْدُ
ظلامٌ دامسٌ وعمىً شديدٌ
وإرهابٌ وإجرامٌ وَحِقْدُ
دَمُ الأسْرى على كفّيكَ مَهْمَا
تحاولُ سَتْرَهُ بالزيف يَبْدو
وسَحْقُ جَماجم الأطفال عَمْداً
وما عَلِموا بغدْركَ واسْتعدوا
وتَزْعم أنّكَ الأسْمى سُلوكاً
خَسِئْتَ فأنْت للإجرام جَدُّ
فأيْنَ تَفِرُّ مِنْ قَدَرٍ مُحِيقٍ
نَوازلُهُ حِدَادُ النّابِ رُبْدُ ؟
لأَمْرِ النّاس إنْ عَزَموا مَرَدٌ
وأمْرُ اللهِ لَيْسَ لَهُ مَرَدّ



بِمَكْرِكَ شُقَّ للإرهابِ نَاب ٌ
لِشَرّ الفَتْكِ مَسْنونٌ مُحَدُّ
لَهُ مِنْكَ الرّعايةُ في خَفَاءٍ
وَمِنْ فَضلاتِ مَا تجبيهِ رِفْدُ
فَلاَ تعجَبْ إِذَا مَا قَامَ جَهْراً
لَكَ الصّاعاتِ بالأَوفى يَردُّ

 
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Get The Fixed Menu Gadget
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
back to top