وابل السجيل على فلول التدجيل / محمد ناصر السنة ~ مدونة الأخوة

a

عن الموقع

span id="st_finder">

تابعنا عبر البريد

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

وابل السجيل على فلول التدجيل / محمد ناصر السنة

|





الحمدُ لله الذي قدْ رَدَعا

بالحقّ منْ رامَ الهوى وابْتدَعا


أَحْكمَ في توْحيده الأساسا

فقال للإشراكِ لا مساسا


أنشأ سقفَ العقد باباً موصدا


بأنجمِ العلم شهاباً رصدا


فكلما دبّ لشرك قاصدُ

هبّ له في الأفْق نجمٌ راصدُ


أولئك الشمُّ الهداةُ الكُبَرا

كانوا دعاةً ينكرون المنكرا


وما سَموْا نحو الهدى بالنّقصِ

من الصراخ والغنى والرقصِ


لا تستوي رُبا الهداة النُّصَحا

وذلك الربعُ الذي قد مَصَحا


وقفتُ بالربع وما بالحيِّ حيْ

إلا البِلى و النؤْي من أطلال مَيْ


وما وقوفي عند رسمٍ أعجم

في حيرةٍ مُرقرِقا لأسجمي؟


كمْ غيّرتْ هوفُ السفا خُضْرَ البُثُنْ

واسْترألتْ تحكي البواسقَ الدمنْ


ما هذه الآثار من ذاك السلفْ

مهما يَرُمْ إلحاقَهُنّ منْ خَلَفْ


أَبَعْدَ إِلْفِ الركن والمقامِ

يكون في قُلّيسِهمْ مُقامي؟


أَبَعْدَ صَيْد الحور من عِين البَقَرْ

أهفو ليَرْبوعٍ وضبْعٍ ووحَرْ


من أجل ذاكم أرْقَلتْ قَلوصي

عن حضْرة المبتدع الغَنوصي


جردتُّ من حُرّ اليراع قُنْبُرا

(لما رأيت الأمر أمرا منكرا)1


ولم يَلِقْ بناقتي إلا الذميلْ

قد هدّها طولُ السُّرى، صبرٌ جميلْ


يحدو لها ذو رنمٍ شمقمقي:

(مهلا على رسلك حادي الأينق)


يا بُعدَ ما بيني وبين الحِبّ

ألقوا به في غَيَباتِ الجُبِّ


ثمّ أتوْا على قميصه بدمْ

واتهموا الأخيار من أهل إِضَمْ2


قد بَصُروا بأثرٍ لم يَبْصُرِ

به من القرون خيرُ الأعصر


مهما استمالوا كل ذي طبعٍ فسدْ

وزمزموا ونفخوا العجلَ الجسدْ


وخار شطّاحٌ وقال :(أنّا)

أنّى يكون الدين فيه أنّى


من يرْتضي هذا الخُوار دينا

هذا لعمرُ الله إسرائينا3


فالحمد لله الذي عافانا

مما به ابْتُلِيَّ منْ جفانا


جَعَلَنا في مبحث الصفات

بين غلاة الفهم والجفاة


نثبتُ ما أثبته وننفي

كيفا بلا تكلف أو عنفِ


فيا له من مذهبٍ عَوانِ

قد أثمرتْ قطوفُه الدواني


إنا تبوأنا الجنانَ في الوسطْ

تحفّنا مكارهٌ ممنْ قَسطْ


ما بين من جسّمه مثلَ الصنمْ

وبين من ينحو به نحو العَدمْ


وبين ذي الحلول،من دلّاهُ

شيطانُه مكرًا تعالى الله..


مثبتةٌ في وحينا الصفاتُ

مهما زقى في نَفْيِها النفاةُ

من أولوا العينَ فجاءتهم عيونْ

فأفلس التأويلُ عن غرم الديونْ

و أولوا القدرة باليد وبانْ

عجْزُهُمُ لمّا أتتهمُ يدانْ

عيّرتنا أنّا قليلٌ في العديدْ

يا ناظر السواد لا القولِ السديدْ

فهاك ما يُسْندنا من قافلهْ

كانت بعلم وصلاح حافلهْ

يعلو لديها المذهب الصوابُ

يحوطه الأتباعُ و الأصحابُ

ومالكٌ، أحمد و النعمانُ

والشافعي،إسحاق والسفيانُ

والليثُ والزهري والزنْجاني

والذهبي،والقرطبي والداني

والحافظ الخطيب،الأصبهاني

والبغوي،الطحاويُّ،الشوكاني

وابنُ أبي زيدٍ عظيمُ الصرحِ

والمالكي محمدٌ في الشرح4

وغيرُ ذا كُثْرٌ من الأقطاب

كابنِ جرير الحَبْر والخطّابي

ثمّ البخاري ونجْلُ رجَبِ

والترمذي،والمالكيُّ القعنبي

وابنُ كثير النجمِ والجيلاني

وغيرهم من عالمٍ ربّاني

ونَقَلَ الإجماعَ كلُّ دارِكِ

كنجلِ من سمّيَ بالمباركِ

والبيهقي،واللالكائي الطيبي

ثم الجويني،هل بقي من ريب؟

وابنُ خزيمة السَّري الإمامُ

فانقلْ لما عليه قد يُلامُ

من كتْبه،لا مِنْ تَهجُّم العِدا

وارْدُدْ تحدي خائفٍ قد عرّدا

وانْقُلْ عن التّيْمِيِّ والوهّابي

مِنْ كتْبهم لا كُتُبِ الأعراب5

فهؤلاء المجْلِبون حَشدوا

من الفِرى6 مافيه بيتٌ ينْشدُ

(قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي

عليّ ذنبا كلّه لم أصنع)

إن عِبْتَ تلك الفئةَ المناضِلهْ

فإنما عبْتَ القرون َالفاضلهْ

وهاك قولا من صحابةٍ صَدمْ

وأزّ أزّا كلّ عبّاد العَدَمْ

أنَّ الإلهَ فوق عرشٍ في أثرْ

لابن رواحة عزا أبو عمرْ7

ولأبي موسى مقالٌ نادِ

من نحو ذا مصححُ الإسنادِ8

حيَّ على الدليل أو جِئْ بالرجالْ

فكلُّ ذاك عندنا فيه المجالْ

وهاك إجماعا من ابنِ عبدِ بَرْ

فاعمل بذا الإجماع(أمّا أنت بَرْ)

يقول:أجمعوا على الإقرارِ

لما أتى في الوحي و الآثارِ

من صفةٍ بحملها خليقهْ

دون تجوُّزٍ على الحقيقهْ

من دون تكييفِ صفاتٍ للأحدْ

بصورةٍ أو بحدود قد تُحَدْ

فانْظُرْهُ في التمهيدِ دانيَ الثمرْ

واطْعنْ على نجم الهدى أبي عمرْ

من مسندٍ لولد الشهاب

في طبعةٍ ما مسّها وهّابي9

صفراءُ في أوراقها ذبولُ

يفرًح من رؤْيَتِها الكهولُ

ووَلَد الخَوَّيز منْدادَ يقولْ:

ما ليس بالرأي ولكنْ منْ نُقولْ:

وإنما أهلُ الهوى أهلُ الكلامْ

عند الإمام الحميريِّ ذي المقامْ

وصحبِه الأخيار كلهم بري

من أشعريٍّ أو سوى ذا الأشعري

لم تُقْبَلَنّ لهمُ شهادهْ

بل يُهْجرون من ذوي السعادهْ

فانْظره في الجامع فيما حُظِرا

عند الحِوار من جدالٍ ومِرا10

وانظرْ إلى إحالتي الجميلهْ

وانْتَجِعَنْ في مثلِ ذي الخميلهْ

ولا تحلني للذي قد زَبَرا

مؤلفاتٍ من (بنات أوْبَرا)

من الذي يجمدُ من فعلانِ

في العلم كالنبهان و الدحلانِ

وهاكَ جمعا للدليل آثروا

ممن بهم(ألهاكم التكاثرُ)

جمعٌ إلى تفويضها قدْ رجعوا

والأشعريةُ بهم قد فُجعوا

فالباقلاني منهمُ استقالا

فانظرْ لدى التمهيد ما ذا قالا

ثمّ الجويني كان فيهم حاميهْ

رجَعَ في العقيدة النظاميهْ

ورجَعَ الغزالي في الإلجام

عن علم ما سُمّيَ بالكلام

والفخرُ في التقسيم للّذات

قال أنا أقرأ في الإثْبات

(ربي على العرش) استوى وسَلْبا

(ليس كمثله..) فيشفي القلْبا11

وفتنةُ المشرق والزلازلُ

منطقُكم فيها غريبٌ نازلُ

فلنطْلُب العلو في الخطاب

شرحُ البخاري للفتى الخطّابي:

من كان في دِرْع النبي الواقي

فنجْدُهُ باديةُ العراق12

وإنها مشرق أهلِ طيبهْ

فاحذرْ هنا من فهم أرض السيبهْ

مقلدَ الدحلان قد نأيْتا

وعند جذب للدِّلا صأيْتا

أضْحكتَ في التخريج أصحاب الأثرْ

تعزوه للدحلان في زيفِ الدررْ

ثم تناقضْتَ فقلتَ المشرقُ

منه الخوارج الغلاةُ تمرقُ

تعني به الحجاز،من أجازا

فهمَك يا مَنْ تظلم الحجازا؟!

يا ذا الذي في الفقهِ أعلته فئهْ

مجدِّدا ليس على رأس المئهْ!!

أما ترى أنهمُ قد خرجوا

من العراق ثم فيها مَرَجُوا

أما الألى نجدَ الحجاز خرجوا

فإنما همْ صحوةٌ وفرَجُ

داسوا على الإشرك أي دوْسِ

وأنقذوا منه نساءَ دوْسِ13

والمصطفى أَخْبَرَ عن صنفٍ مَرَقْ

فأين من عدّد من باقي الفِرقْ؟

وأينَ مَنْ ذاك الحديث أمّهْ

يَلْحَقُ بالإشرك من ذي الأمّهْ14

والشركُ لا يأتي من التشدُّدِ

بل من تساهلٍ ومن تزيُّدِ

فبانَ بالسبْر وبالتقسيم

دخولُكم في ذلك القسيم

ومن بأرباب الصلاح مَنَعا

تبرُّكا لم يبتدعْ ما صَنَعا

فالاعتصامُ قال فيه الشاطبي

لم يَتبرّكْ صاحبٌ من ْصاحب

أو تابعٌ من صاحب أو تابعِ

فأجمعوا للسدّ للذرائع

أو فَهِمُوا اختصاصَه بالمصطفى

وذا الذي في الشاطبيّ مصطفى15

وربْطُك التوحيدَ بالقصد غريبْ

إذْ قولُ (ما نعبدهم..) منك قريبْ

وإنه فهمٌ على شذوذِ

(وعلةٍ قادحةٍ فتوذي)

فقهَ الألى في الحافلات مالوا

عن الهدى ب:(إنما الأعمالُ..)

ولستَ جاهلا بأن الشرعَ سَدْ

ذرائعَ التوحيد بالقول الأشَدْ

أتستغيثُ بالذي ليس مجيبْ

وأنت تتلوا في الهدى (أمّن يُجيبْ..)

لا تنقضِ التوحيد بالإحداثِ

ولا الوضو من تربة الأجداثِ

وجهتُ وجهي للذي قد فطَرا

لا جدثٍ ليس بقاضٍ وَطَرا

إني إذا بثّوا لـ(وُدٍّ) همّا

أقول:ياللهمّ ياللهمّا

وقسمةُ التوحيدِ للقسميْنِ

نسبتَ من قرّرَها للميْنِ

وليسَ ما قال التقي بالنُّكْرِ

بلْ إنّه مقرّرٌ في الذكْرِ

فإن يساءَلْ مشركٌ عمّنْ خَلَقْ

يُقِرُّ لكنْ في دعائه انزَلَقْ

والحقُّ في جوهَره إنْ لاحا

فاترك-إذا ما شئتَ-الاصطلاحا

ولم تجبْ ياشيخُ عن ترسُّلي

ذاك الذي دبّجتُ في التوسُّل

وها أنا أسْأَلُ:ما سِرُّ عُدُولْ

عُمَرَ-في توسّلٍ-عن الرسولْ

وكان ذا في سنة الرّمادهْ

فلْيُرِنا مؤَوِّلٌ عِمَادهْ

ولْيِرْتَفِعْ عنْ شُبَهٍ وريبِ

ولْيَتْرِكِ الصبوةَ بعد الشيبِ

وما رُوي عنْ آدمٍ أنْ قدْ قَفَا

في كَرْبِه توسُّلا بالمصطفى

فذاك في سندِه ابنُ أَسْلَمِ

ضَعّفَ ما يرويه كلُّ عَلَمِ16

وإنْ يكنْ صحّحه الحاكم لا

ينفعُه تصحيحُه عند الملا17

وإنما مستدرك الحاكم قالْ

فيه السيوطيُّ فأحكم المقالْ:

(وكم به تساهلٌ حتى وردْ

فيه مناكرٌ وموضوعٌ يُرَدْ)

أما انتسابكَ إلى الجنيدِ

فقد مضى الردُّ على ذا الكيدِ

نِسْبتكُمْ إلى الجنيد طالقُ

إذ ْشيخُكم من شرْطه لا لاحِقُ18

ياليتكمْ بُحْتُمْ فكنتمُ كمنْ

منكم روى سرًّا بسرّه كمنْ


لا تأسِرنْ أرواحَكم قواعدُ

فإنها عن حالكم قواعدُ


ولا تراعوا خاطرَ الأشباحِ

فانتمُ في عالمِ الأرواحِ


ولا تراؤوا ودَعُوا التعويلا

على الذي يدعونَه التأويلا


فالكسرُ في الفعل غدا سجيهْ

ولم يَعُدْ للنون من مزيّهْ


والشرعَ رخّمتم فعينه شُتِرْ

شرا على منهاج من لا ينتظِرْ


رميتمُ الهداة بالإلحاد

فأيُّنا التكفيرُ منه بادِ؟


من الذي أخرج ربّات الخدورْ

قد كشفتْ على الأقلِّ عن صدورْ


هيفُ الخصور ناعماتُ الجدَنِ

يهزُزْن للفسّاق بضّ البَدَنِ


نوعٌ من الفتح الجميل الراقي

(بدون سيف أو دمٍ مهراق)


هذا الهوى المؤصّل المنظّمُ

عندكمُ هو السواد الأعظمُ


هل هؤلاء للدعاة ينتمونْ

فما لكم ياشيخُ كيف تحكمونْ؟


وكيف ترمون الدعاة بالحِجَاجْ

وأنتمُ بيتكمُ من الزجاجْ


فلْيُلْغِ إيرادَ خَطا الدعاة

من ذنْبُه فيه اكتفاء ذاتي


مهما يكن في نهجهم من الجنَفْ

ففيهمُ بعدُ موطأ الكَنَفْ


وفيهم العبّادُ من كل حنيفْ

مقدّمٌ في الشرع بالفتح المَنيفْ


دمُوعهم على الخدود جاريهْ

وهم قيامٌ عند كل ساريهْ


وكم هدَوْا لشرْعة الإسلام

من كان في الأنصاب و الأزلام


هُمُ كَفَوْا في الفرض كل علَمِ

أصبحَ فرضُه بيانَ الثلمِ


وأنكروا مناكرا أوْراها

مَشيخَةٌ قد وَقَفُوا وراها


وانْظُرْ إلى فوائدٍ ملموسهْ

كانت قُبيل عهدهم مرْموسهْ


قد أصّلوا النهج بقولٍ فصْلِ

وقطعوا مدعيا للوصْل


من لا يُرى في الراكعين ساجدا

لا يستوي من يَعمُر المساجدا


تَلْمزِنا بالمال،والأموالُ

عندكمُ في جمْعِها أغْوالُ


ولستَ منْهم أنت في ذا محترمْ

-إلا إذا أهدوْا إليكَ -لاجرمْ 


المالُ مغرٍ،بالورى ميالُ

كلّ له في جمعه أحوالُ


يُجمَعُ بالنذور والهدايا

وبالذي تعرِفُه الزوايا


ذي فتنةٍ بكلّنا ألمّتِ

فإنها البلوى بها قد عمّتِ


وقد مضى بيانُ ما في المولدِ

من أنه اقتفاءُ شرّ موردِ


لم يَحْتضنه أحدٌ من الولاهْ

حتّى انتحاهُ الفاطميون الغلاهْ


ينْسُبُه لشرْعَنا من انْحرَفْ

كنسْبَة العبيديّين للشرفْ


أما الذي به استدلّ ابنُ حجرْ

الهيتمي فإنه فيه نَظَرْ


فإنه يقيسُ (عيدَ المولدِ)

على صيام عاشرا لأحمدِ


هذا الذي إليه مالَ,واستمالْ

ناظمَنا،ينقُضُهُ هذا السؤالْ:


هل عاشراءُ عندكمْ عيدٌ يُعَدْ

فإن يَقُلْ:لا،فقياسُه فَسَدْ


أو:نعمٌ،فالنقضُ فيه بادِ

هل يُشْرَعُ الصيام في الأعياد؟


وفي الأخير هذه توصِيّهْ

لكلّ من ينْمى للاشعريهْ


كلّهمُ عليهمُ الإثباتُ

لما قضى للاشعري الأثْباتُ


فالأشعريُّ كان ذا تأوُّلِ

لكنّه رَجَعَ عنْ ذا الأوْلِ


فكيفَ يُنْسَبُ له قولانِ

وهو بثانٍ ظلّ ذا إعلانِ


لهفي على قواعدٍ للنّسخِ

قد مسّها هذا الهوى بالمسْخِ


واسمع لما ثَبَتَ في الإبانهْ

مما سليلُ الأشعري أبانَهْ


أن الإلهَ فوقَ عرشه استوى

مقالةٌ تهزُّ أربابَ الهوى19


وهاكَ من عزا له الإبانهْ

من حاملٍ للصدْقِ و الدّيانهْ


نَجْلُ عساكرٍ نمى للأشعري

إبانةً في سِفْر كِذْبِ المفتري


والذهبيُّ في العلوِّ للعلي

والبيهقي،والفارسي أبو علي


والمرتضى الزبيدي ثم ابنُ كثيرْ

ثم ابن دِرْباسَ وغيرُهم كثيرْ


ثمّ ابنُ فرْحُونَ الفقيهُ النابغهْ

المالكيُّ قال فيه النابغهْ:20


(واعتمدوا تبصرةَ الفَرحوني

وركِبوا في فلكها المشحونِ)


وابنُ عمادٍ حنبليُّ المذهبِ

أوْرَدَ ذا في شذراتِ الذهبِ


ومن هنا نسبةُ الأشعريةْ

للأشعري عن الهدى عريّهْ


واعْلمْ بأنّ كلّ منْ أبطَلَها

ليس مفسِّقا لمن أعمَلَها


من علماءَ اجتهدوا-تنزيها-

والله باجتهادها يَجزيها


مهما أتوا من خطإٍ –يعفى-وأينْ

فماؤُهم جاوزَ حدّ القُلّتينْ


وإنما أعجبُ من دفاع

تجانيٍّ في الغَوْرِ عن يَفاعِ


فما الذي يجمَعُه بهم سوى

تترُّسٍ،يخافُ منْ نزْعِ الشّوى


ليس لهم منْ جامعٍ أو سُورِ

يجمعُهُمْ حتى القياسُ الصوري


فهم من التجسيم كانوا في حذرْ

وهو يرى معبودَه وسْطَ القَذَرْ21


وهم يخافون من النار وذا

في نهجه يَرى بها تلذُّذا


فانْظُرْ هنا جواهرَ المعاني

موثَّقا عن شيخك التجاني


وكفّ في التأصيل عن ذي القرْصنهْ

ولا تقاتلْ في قرى محصنهْ


وابْرُزْ إلينا حمي الوطيسُ

(محمد جاءك والخميسُ)


لقد زفى الموجُ وطم الدّاهي

(لا عاصم اليوم من أمر اللهِ)


أتيتُ بالدليل لم أقصُد لِغَيْ

فما الذي يدْعوك أن تدعو عليْ؟


دعاؤُكم أظْهَرَ ما ليس يليقْ

من أنكمْ ضقتم بنظمي أيّ ضيقْ


أشفِقْ على قوسِك لا أراها

أحكَمَها الشخصُ الذي بَرَاها


قد ارْتقيت مرتقى صعبا فمَا

به دعوتَ لا يُجاوز الفَمَا


عندي إذا دعوتمُ دعاءُ

ربِّ اكفني-فيهمْ-بما تشاءُ


بالشرك لا تَقْتُلنُي السهامُ

إني أنا ذالكمُ الغلامُ


فأسألُ الله لك العمرَ المديدْ

حتّى ترى انتشارَ ديننا (الجديدْ)


وكيف نستغني عنِ الأعيانِ

في النحو والمنطق والبيانِ؟


حمَلْتَ حذفَ اسْمي على الجبنِ ألا

سوف ترى في مشْرِفَي الأجَلا


لسوفُ أبقى مُبْهَما ولو لحينْ

مستترا أعضُّكم ولا أَبينْ


وعاملا بالجرِّ قد تسلّطا

على الذي في دينه قد خلّطا


وصارماً يطعَن طعنا محضا

(يَمضي إلى عاصي العروق النحْضا)


وقد مضى نظمٌ بلا جوابِ

منك على ما فيه منْ صوابِ


فجئْتُ بالنظم الجديد يلمعُ

(علَّ أبي المغوار) فيك يَسمعُ


نظمي بوادٍ غير ذي زرعٍ نَزَلْ

وإنّه ضيفٌ لديكم لم يَزَلْ


لقد غدا مهيئا جَوَادي

ولم يَجِدْ منافسا في الوادِ


قطعتَ عاملا قد استعدّا

لِعَملٍ قد جئتَ شيئا إدّا


جَمَدتّ عن نظمي جمودَ الحرفِ

وكنتَ عندي حريا بالصرفِ


لكنْ رمتْكمْ عِللُ ابتداعِ

فلم يَعُدْ لصرْفِكُمْ منْ داعِ


لَتَأَطِرَنّ متنَكم أسيافُ

في ساعدي إني أنا خُفافُ


إني عبوسٌ كالحٌ ثقيلُ

إذا استقالَ الخصمُ لا أُقيلُ


أَضْرِبُ منْ على الأباطيلِ استَمَرْ

بدرّةٍ منسوبةٍ إلى عُمَرْ


ذُقْ مسّها من ذَرِبٍ مُعان

قد بَلَغَ الفناءَ في المعاني


ذُقْ مَسّها من صارمِ الخَصْم الألَدْ

وما انْطوى في جُعبتي منْ ذا أَشَدْ


فاتّق نَظمي واحْذرِ المصيرا

ولا تكنْ لخائنٍ نصيرا


أضحيتَ للبدعةِ أقوى مرْجعِ

ومعجمٍ يُجيب في جَحْلَنْجَعِ


واعْمَلْ بنصح من لرشدكمْ طَلَبْ

من الذين رافقوك في الطّلبْ


وانْظُرْ لما عدّودُ أو بُدّاهُ

قد حبّرا في العقدِ ما أنداهُ!


غاصَتْ دِلاءُ عالِمَيْ هذا البلدْ

فمن على نَزْعِهِما له جَلَدْ


هيهاتَ فالشمسُ بعيدٌ مسّها

فلْيَبَقَ في بناتِ نَعْشٍ السُّهى


خُذْ رَجَزا مني،وقبْلُ رَجَزُ

أَعْجَزَكُمْ،وأنت عنْ ذا أعْجَزُ


ثم أُصَلِّي في الختام سرْمدا

على النبي المصطفى، محمّدا


من(خَطَّ)لِلْمُستَرْشِدين ريعا

ولم يكن بكاتمٍ تشريعا


وقال إنّ الدينَ نحوَ يَثْرب

يَأْرِزُ،من قبل افتتاح المغْرب



الهوامش




1 إشارة إلى قول علي رضي الله عنه لما غلا فيه بعض الغلاة:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا    أوقدت نارا ودعوت قنبرا
2 الوادي الذي فيه المدينة النبوية صلى الله وسلم على ساكنها
3 إشارة إلى قول الراجز:
قالت وكنت رجلا فطينا   هذا لعمر الله إسرائينا
4 المقصود به محمد بن موهب المالكي
5 قال ابن تيمية في العقيدة التدمرية ص29 (القول في الصفات كالقول في الذات فإنه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فإذا كان له ذات حقيقية لا تماثل الذوات فالذات متصفة بصفات حقيقية لا تماثل سائر الصفات) وأنا أتحداك أن تنقل لي من كتب ابن تيمية ما يخالف هذا فانقله لنا غير مبتور ثم ارجع البصر فيه هل ترى من فطور؟
6 قال ابن كثير في البداية و النهاية ج9ص279 في حوادث سنة 704هـ(وفي هذا الشهر بعينه-يعني رجب-راح الشيخ تقي الدين بن تيمية إلى مسجد التاريخ وأمر أصحابه ومعهم حجارون بقطع صخرة كانت هناك بنهر قلوط كانت تزار وينذر لها فقطعها وأراح المسلمين منها ومن الشرك بها فأزاح عن المسلمين شبهة كان شرها عظيما وبهذا و أمثاله حسدوه و أبرزوا له العداوة وكذلك كلامه في ابن عربي و أتباعه فحسد على ذلك وعودي نالوا منه الحبس.. ومع هذا لم تأخذه في اله لومة لائم ...
7حيث قال في الإستيعاب ج2 ص296-297 (وقصته مع زوجته في حين وقع على أمَته مشهورة رويناها من وجوه صحاح وذلك أنه مشى ليلة إلى أمة له فنالها وفطنت له إمرأته فلامته فجحدها وكانت قد رأت جماعَه لها فقالت إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فقال:
 شهدت بأن وعد الله حق      و أن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف  وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة غلاظ                  ملائكة الإله مسومينا
8انظر كتاب مختصر العلو للعلي الغفار اختصار الألباني ص123
9 التمهيد ج7ص745
10 جامع بيان العلم وفضله،باب ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء ص117
11 انظر كلام المذكورين وغيرهم في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص208-210
12 قال ابن حجر في فتح الباري ج13ص47 عند حديث(...ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان)وحديث(اللهم بارك لنا في شامنا..)قالوا وفي نجدنا قال:( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) قال الخطابي نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة.
13 إشارة إلى ما بوب له البخاري بقوله(باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان)ثم ساق بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة) وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية /صحيح البخاري حديث 7116
14 إشارة إلى حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(..لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان)رواه أبو داود حديث 4252
15 انظر الإعتصام ج2 ص 260-262
16 قال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول:(ذكر رجل لمالك حديثا منقطعا فقال اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح)وقال أحمد:"ضعيف"وقال ابن معين:(ليس حدثه بشيء)وقال الحاكم و أبو نعيم:(روى عن أبيه أحاديث موضوعة)وقال الطحاوي:(حديثه عند أهل الحديث في النهاية في الضعف)وقال ابن الجوزي: (أجمع على ضعفه)تهذيب التهذيب ج6ص177-179
17 قال الذهبي في تلخيص المستدرك ج2ص615 بعد أن ذكر تصحيح الحاكم للحديث : (بل موضوع واه) قال الحاكم : (أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن أسلم في هذا الكتاب) .
18 قال في جواهر المعاني 1/104: (واعلم أن هذا الورد لا يلقن لمن كان له ورد من أوراد المشايخ رضي الله عنهم إلا إن تركه وانسلخ منه ولا يعود إليه أبدا وعاهد الله على ذلك)وانظر رماح حزب الرحيم 1/232
19 انظر الإبانة عن أصول الديانة ص97-103
20 هو النابغة الغلاوي والبيت من نظمه( بوطليحية)
21 قال في جواهر المعاني 1/159(فكل راكع أو ساجد لغير الله في الظاهر فما ركع ولا سجد إلا لله تعالى لأنه هو المتجلي في تلك الألباس..قوله:(لا إله إلا أنا)يعني لا معبود غيري و إن عبد الأوثان ،من عبدها فما عبدوا غيري ولا توجهوا بالخضوع والتذلل لغيري بل أنا الإله المعبود فيهم).


























0 التعليقات:

إرسال تعليق

Get The Fixed Menu Gadget
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
back to top