الحمدُ لله الذي قدْ رَدَعا
|
بالحقّ منْ رامَ الهوى وابْتدَعا
|
|
أَحْكمَ في توْحيده الأساسا
|
فقال للإشراكِ لا مساسا
|
|
أنشأ سقفَ العقد باباً موصدا
|
بأنجمِ العلم شهاباً رصدا
|
|
فكلما دبّ لشرك قاصدُ
|
هبّ له في الأفْق نجمٌ راصدُ
|
|
أولئك الشمُّ الهداةُ الكُبَرا
|
كانوا دعاةً ينكرون المنكرا
|
|
وما سَموْا نحو الهدى بالنّقصِ
|
من الصراخ والغنى والرقصِ
|
|
لا تستوي رُبا الهداة النُّصَحا
|
وذلك الربعُ الذي قد مَصَحا
|
|
وقفتُ بالربع وما بالحيِّ حيْ
|
إلا البِلى و النؤْي من أطلال مَيْ
|
|
وما وقوفي عند رسمٍ أعجم
|
في حيرةٍ مُرقرِقا لأسجمي؟
|
|
كمْ غيّرتْ هوفُ السفا خُضْرَ
البُثُنْ
|
واسْترألتْ تحكي البواسقَ الدمنْ
|
|
ما هذه الآثار من ذاك السلفْ
|
مهما يَرُمْ إلحاقَهُنّ منْ خَلَفْ
|
|
أَبَعْدَ إِلْفِ الركن والمقامِ
|
يكون في قُلّيسِهمْ مُقامي؟
|
|
أَبَعْدَ صَيْد الحور من عِين
البَقَرْ
|
أهفو ليَرْبوعٍ وضبْعٍ ووحَرْ
|
|
من أجل ذاكم أرْقَلتْ قَلوصي
|
عن حضْرة المبتدع الغَنوصي
|
|
جردتُّ من حُرّ اليراع قُنْبُرا
|
(لما رأيت الأمر أمرا منكرا)
|
|
ولم يَلِقْ بناقتي إلا الذميلْ
|
قد هدّها طولُ السُّرى، صبرٌ جميلْ
|
|
يحدو لها ذو رنمٍ شمقمقي:
|
(مهلا على رسلك حادي الأينق)
|
|
يا بُعدَ ما بيني وبين الحِبّ
|
ألقوا به في غَيَباتِ الجُبِّ
|
|
ثمّ أتوْا على قميصه بدمْ
|
واتهموا الأخيار من أهل إِضَمْ
|
|
قد بَصُروا بأثرٍ لم يَبْصُرِ
|
به من القرون خيرُ الأعصر
|
|
مهما استمالوا كل ذي طبعٍ فسدْ
|
وزمزموا ونفخوا العجلَ الجسدْ
|
|
وخار شطّاحٌ وقال :(أنّا)
|
أنّى يكون الدين فيه أنّى
|
|
من يرْتضي هذا الخُوار دينا
|
هذا لعمرُ الله إسرائينا
|
|
فالحمد لله الذي عافانا
|
مما به ابْتُلِيَّ منْ جفانا
|
|
جَعَلَنا في مبحث الصفات
|
بين غلاة الفهم والجفاة
|
|
نثبتُ ما أثبته وننفي
|
كيفا بلا تكلف أو عنفِ
|
|
فيا له من مذهبٍ عَوانِ
|
قد أثمرتْ قطوفُه الدواني
|
|
إنا تبوأنا الجنانَ في الوسطْ
|
تحفّنا مكارهٌ ممنْ قَسطْ
|
|
ما بين من جسّمه مثلَ الصنمْ
|
وبين من ينحو به نحو العَدمْ
|
|
وبين ذي الحلول،من دلّاهُ
|
شيطانُه مكرًا تعالى الله..
|
|
مثبتةٌ في وحينا الصفاتُ
|
مهما زقى في نَفْيِها النفاةُ
|
من أولوا العينَ فجاءتهم عيونْ
|
فأفلس التأويلُ عن غرم الديونْ
|
و أولوا القدرة باليد وبانْ
|
عجْزُهُمُ لمّا أتتهمُ يدانْ
|
عيّرتنا أنّا قليلٌ في العديدْ
|
يا ناظر السواد لا القولِ السديدْ
|
فهاك ما يُسْندنا من قافلهْ
|
كانت بعلم وصلاح حافلهْ
|
يعلو لديها المذهب الصوابُ
|
يحوطه الأتباعُ و الأصحابُ
|
ومالكٌ، أحمد و النعمانُ
|
والشافعي،إسحاق والسفيانُ
|
والليثُ والزهري والزنْجاني
|
والذهبي،والقرطبي والداني
|
والحافظ الخطيب،الأصبهاني
|
والبغوي،الطحاويُّ،الشوكاني
|
وابنُ أبي زيدٍ عظيمُ الصرحِ
|
والمالكي محمدٌ في الشرح
|
وغيرُ ذا كُثْرٌ من الأقطاب
|
كابنِ جرير الحَبْر والخطّابي
|
ثمّ البخاري ونجْلُ رجَبِ
|
والترمذي،والمالكيُّ القعنبي
|
وابنُ كثير النجمِ والجيلاني
|
وغيرهم من عالمٍ ربّاني
|
ونَقَلَ الإجماعَ كلُّ دارِكِ
|
كنجلِ من سمّيَ بالمباركِ
|
والبيهقي،واللالكائي الطيبي
|
ثم الجويني،هل بقي من ريب؟
|
وابنُ خزيمة السَّري الإمامُ
|
فانقلْ لما عليه قد يُلامُ
|
من كتْبه،لا مِنْ تَهجُّم العِدا
|
وارْدُدْ تحدي خائفٍ قد عرّدا
|
وانْقُلْ عن التّيْمِيِّ والوهّابي
|
مِنْ كتْبهم لا كُتُبِ الأعراب
|
فهؤلاء المجْلِبون حَشدوا
|
من الفِرى مافيه بيتٌ ينْشدُ
|
(قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي
|
عليّ ذنبا كلّه لم أصنع)
|
إن عِبْتَ تلك الفئةَ المناضِلهْ
|
فإنما عبْتَ القرون َالفاضلهْ
|
وهاك قولا من صحابةٍ صَدمْ
|
وأزّ أزّا كلّ عبّاد العَدَمْ
|
أنَّ الإلهَ فوق عرشٍ في أثرْ
|
لابن رواحة عزا أبو عمرْ
|
ولأبي موسى مقالٌ نادِ
|
من نحو ذا مصححُ الإسنادِ
|
حيَّ على الدليل أو جِئْ بالرجالْ
|
فكلُّ ذاك عندنا فيه المجالْ
|
وهاك إجماعا من ابنِ عبدِ بَرْ
|
فاعمل بذا الإجماع(أمّا أنت بَرْ)
|
يقول:أجمعوا على الإقرارِ
|
لما أتى في الوحي و الآثارِ
|
من صفةٍ بحملها خليقهْ
|
دون تجوُّزٍ على الحقيقهْ
|
من دون تكييفِ صفاتٍ للأحدْ
|
بصورةٍ أو بحدود قد تُحَدْ
|
فانْظُرْهُ في التمهيدِ دانيَ الثمرْ
|
واطْعنْ على نجم الهدى أبي عمرْ
|
من مسندٍ لولد الشهاب
|
في طبعةٍ ما مسّها وهّابي
|
صفراءُ في أوراقها ذبولُ
|
يفرًح من رؤْيَتِها الكهولُ
|
ووَلَد الخَوَّيز منْدادَ يقولْ:
|
ما ليس بالرأي ولكنْ منْ نُقولْ:
|
وإنما أهلُ الهوى أهلُ الكلامْ
|
عند الإمام الحميريِّ ذي المقامْ
|
وصحبِه الأخيار كلهم بري
|
من أشعريٍّ أو سوى ذا الأشعري
|
لم تُقْبَلَنّ لهمُ شهادهْ
|
بل يُهْجرون من ذوي السعادهْ
|
فانْظره في الجامع فيما حُظِرا
|
عند الحِوار من جدالٍ ومِرا0
|
وانظرْ إلى إحالتي الجميلهْ
|
وانْتَجِعَنْ في مثلِ ذي الخميلهْ
|
ولا تحلني للذي قد زَبَرا
|
مؤلفاتٍ من (بنات أوْبَرا)
|
من الذي يجمدُ من فعلانِ
|
في العلم كالنبهان و الدحلانِ
|
وهاكَ جمعا للدليل آثروا
|
ممن بهم(ألهاكم التكاثرُ)
|
جمعٌ إلى تفويضها قدْ رجعوا
|
والأشعريةُ بهم قد فُجعوا
|
فالباقلاني منهمُ استقالا
|
فانظرْ لدى التمهيد ما ذا قالا
|
ثمّ الجويني كان فيهم حاميهْ
|
رجَعَ في العقيدة النظاميهْ
|
ورجَعَ الغزالي في الإلجام
|
عن علم ما سُمّيَ بالكلام
|
والفخرُ في التقسيم للّذات
|
قال أنا أقرأ في الإثْبات
|
(ربي على العرش) استوى وسَلْبا
|
(ليس كمثله..) فيشفي القلْبا1
|
وفتنةُ المشرق والزلازلُ
|
منطقُكم فيها غريبٌ نازلُ
|
فلنطْلُب العلو في الخطاب
|
شرحُ البخاري للفتى الخطّابي:
|
من كان في دِرْع النبي الواقي
|
فنجْدُهُ باديةُ العراق2
|
وإنها مشرق أهلِ طيبهْ
|
فاحذرْ هنا من فهم أرض السيبهْ
|
مقلدَ الدحلان قد نأيْتا
|
وعند جذب للدِّلا صأيْتا
|
أضْحكتَ في التخريج أصحاب الأثرْ
|
تعزوه للدحلان في زيفِ الدررْ
|
ثم تناقضْتَ فقلتَ المشرقُ
|
منه الخوارج الغلاةُ تمرقُ
|
تعني به الحجاز،من أجازا
|
فهمَك يا مَنْ تظلم الحجازا؟!
|
يا ذا الذي في الفقهِ أعلته فئهْ
|
مجدِّدا ليس على رأس المئهْ!!
|
أما ترى أنهمُ قد خرجوا
|
من العراق ثم فيها مَرَجُوا
|
أما الألى نجدَ الحجاز خرجوا
|
فإنما همْ صحوةٌ وفرَجُ
|
داسوا على الإشرك أي دوْسِ
|
وأنقذوا منه نساءَ دوْسِ3
|
والمصطفى أَخْبَرَ عن صنفٍ مَرَقْ
|
فأين من عدّد من باقي الفِرقْ؟
|
وأينَ مَنْ ذاك الحديث أمّهْ
|
يَلْحَقُ بالإشرك من ذي الأمّهْ4
|
والشركُ لا يأتي من التشدُّدِ
|
بل من تساهلٍ ومن تزيُّدِ
|
فبانَ بالسبْر وبالتقسيم
|
دخولُكم في ذلك القسيم
|
ومن بأرباب الصلاح مَنَعا
|
تبرُّكا لم يبتدعْ ما صَنَعا
|
فالاعتصامُ قال فيه الشاطبي
|
لم يَتبرّكْ صاحبٌ من ْصاحب
|
أو تابعٌ من صاحب أو تابعِ
|
فأجمعوا للسدّ للذرائع
|
أو فَهِمُوا اختصاصَه بالمصطفى
|
وذا الذي في الشاطبيّ مصطفى5
|
وربْطُك التوحيدَ بالقصد غريبْ
|
إذْ قولُ (ما نعبدهم..) منك قريبْ
|
وإنه فهمٌ على شذوذِ
|
(وعلةٍ قادحةٍ فتوذي)
|
فقهَ الألى في الحافلات مالوا
|
عن الهدى ب:(إنما الأعمالُ..)
|
ولستَ جاهلا بأن الشرعَ سَدْ
|
ذرائعَ التوحيد بالقول الأشَدْ
|
أتستغيثُ بالذي ليس مجيبْ
|
وأنت تتلوا في الهدى (أمّن يُجيبْ..)
|
لا تنقضِ التوحيد بالإحداثِ
|
ولا الوضو من تربة الأجداثِ
|
وجهتُ وجهي للذي قد فطَرا
|
لا جدثٍ ليس بقاضٍ وَطَرا
|
إني إذا بثّوا لـ(وُدٍّ) همّا
|
أقول:ياللهمّ ياللهمّا
|
وقسمةُ التوحيدِ للقسميْنِ
|
نسبتَ من قرّرَها للميْنِ
|
وليسَ ما قال التقي بالنُّكْرِ
|
بلْ إنّه مقرّرٌ في الذكْرِ
|
فإن يساءَلْ مشركٌ عمّنْ خَلَقْ
|
يُقِرُّ لكنْ في دعائه انزَلَقْ
|
والحقُّ في جوهَره إنْ لاحا
|
فاترك-إذا ما شئتَ-الاصطلاحا
|
ولم تجبْ ياشيخُ عن ترسُّلي
|
ذاك الذي دبّجتُ في التوسُّل
|
وها أنا أسْأَلُ:ما سِرُّ عُدُولْ
|
عُمَرَ-في توسّلٍ-عن الرسولْ
|
وكان ذا في سنة الرّمادهْ
|
فلْيُرِنا مؤَوِّلٌ عِمَادهْ
|
ولْيِرْتَفِعْ عنْ شُبَهٍ وريبِ
|
ولْيَتْرِكِ الصبوةَ بعد الشيبِ
|
وما رُوي عنْ آدمٍ أنْ قدْ قَفَا
|
في كَرْبِه توسُّلا بالمصطفى
|
فذاك في سندِه ابنُ أَسْلَمِ
|
ضَعّفَ ما يرويه كلُّ عَلَمِ6
|
وإنْ يكنْ صحّحه الحاكم لا
|
ينفعُه تصحيحُه عند الملا7
|
وإنما مستدرك الحاكم قالْ
|
فيه السيوطيُّ فأحكم المقالْ:
|
(وكم به تساهلٌ حتى وردْ
|
فيه مناكرٌ وموضوعٌ يُرَدْ)
|
أما انتسابكَ إلى الجنيدِ
|
فقد مضى الردُّ على ذا الكيدِ
|
نِسْبتكُمْ إلى الجنيد طالقُ
|
إذ ْشيخُكم من شرْطه لا لاحِقُ8
|
ياليتكمْ بُحْتُمْ فكنتمُ كمنْ
|
منكم روى سرًّا بسرّه كمنْ
|
|
لا تأسِرنْ أرواحَكم قواعدُ
|
فإنها عن حالكم قواعدُ
|
|
ولا تراعوا خاطرَ الأشباحِ
|
فانتمُ في عالمِ الأرواحِ
|
|
ولا تراؤوا ودَعُوا التعويلا
|
على الذي يدعونَه التأويلا
|
|
فالكسرُ في الفعل غدا سجيهْ
|
ولم يَعُدْ للنون من مزيّهْ
|
|
والشرعَ رخّمتم فعينه شُتِرْ
|
شرا على منهاج من لا ينتظِرْ
|
|
رميتمُ الهداة بالإلحاد
|
فأيُّنا التكفيرُ منه بادِ؟
|
|
من الذي أخرج ربّات الخدورْ
|
قد كشفتْ على الأقلِّ عن صدورْ
|
|
هيفُ الخصور ناعماتُ الجدَنِ
|
يهزُزْن للفسّاق بضّ البَدَنِ
|
|
نوعٌ من الفتح الجميل الراقي
|
(بدون سيف أو دمٍ مهراق)
|
|
هذا الهوى المؤصّل المنظّمُ
|
عندكمُ هو السواد الأعظمُ
|
|
هل هؤلاء للدعاة ينتمونْ
|
فما لكم ياشيخُ كيف تحكمونْ؟
|
|
وكيف ترمون الدعاة بالحِجَاجْ
|
وأنتمُ بيتكمُ من الزجاجْ
|
|
فلْيُلْغِ إيرادَ خَطا الدعاة
|
من ذنْبُه فيه اكتفاء ذاتي
|
|
مهما يكن في نهجهم من الجنَفْ
|
ففيهمُ بعدُ موطأ الكَنَفْ
|
|
وفيهم العبّادُ من كل حنيفْ
|
مقدّمٌ في الشرع بالفتح المَنيفْ
|
|
دمُوعهم على الخدود جاريهْ
|
وهم قيامٌ عند كل ساريهْ
|
|
وكم هدَوْا لشرْعة الإسلام
|
من كان في الأنصاب و الأزلام
|
|
هُمُ كَفَوْا في الفرض كل علَمِ
|
أصبحَ فرضُه بيانَ الثلمِ
|
|
وأنكروا مناكرا أوْراها
|
مَشيخَةٌ قد وَقَفُوا وراها
|
|
وانْظُرْ إلى فوائدٍ ملموسهْ
|
كانت قُبيل عهدهم مرْموسهْ
|
|
قد أصّلوا النهج بقولٍ فصْلِ
|
وقطعوا مدعيا للوصْل
|
|
من لا يُرى في الراكعين ساجدا
|
لا يستوي من يَعمُر المساجدا
|
|
تَلْمزِنا بالمال،والأموالُ
|
عندكمُ في جمْعِها أغْوالُ
|
|
ولستَ منْهم أنت في ذا محترمْ
|
-إلا إذا أهدوْا إليكَ -لاجرمْ
|
|
المالُ مغرٍ،بالورى ميالُ
|
كلّ له في جمعه أحوالُ
|
|
يُجمَعُ بالنذور والهدايا
|
وبالذي تعرِفُه الزوايا
|
|
ذي فتنةٍ بكلّنا ألمّتِ
|
فإنها البلوى بها قد عمّتِ
|
|
وقد مضى بيانُ ما في المولدِ
|
من أنه اقتفاءُ شرّ موردِ
|
|
لم يَحْتضنه أحدٌ من الولاهْ
|
حتّى انتحاهُ الفاطميون الغلاهْ
|
|
ينْسُبُه لشرْعَنا من انْحرَفْ
|
كنسْبَة العبيديّين للشرفْ
|
|
أما الذي به استدلّ ابنُ حجرْ
|
الهيتمي فإنه فيه نَظَرْ
|
|
فإنه يقيسُ (عيدَ المولدِ)
|
على صيام عاشرا لأحمدِ
|
|
هذا الذي إليه مالَ,واستمالْ
|
ناظمَنا،ينقُضُهُ هذا السؤالْ:
|
|
هل عاشراءُ عندكمْ عيدٌ يُعَدْ
|
فإن يَقُلْ:لا،فقياسُه فَسَدْ
|
|
أو:نعمٌ،فالنقضُ فيه بادِ
|
هل يُشْرَعُ الصيام في الأعياد؟
|
|
وفي الأخير هذه توصِيّهْ
|
لكلّ من ينْمى للاشعريهْ
|
|
كلّهمُ عليهمُ الإثباتُ
|
لما قضى للاشعري الأثْباتُ
|
|
فالأشعريُّ كان ذا تأوُّلِ
|
لكنّه رَجَعَ عنْ ذا الأوْلِ
|
|
فكيفَ يُنْسَبُ له قولانِ
|
وهو بثانٍ ظلّ ذا إعلانِ
|
|
لهفي على قواعدٍ للنّسخِ
|
قد مسّها هذا الهوى بالمسْخِ
|
|
واسمع لما ثَبَتَ في الإبانهْ
|
مما سليلُ الأشعري أبانَهْ
|
|
أن الإلهَ فوقَ عرشه استوى
|
مقالةٌ تهزُّ أربابَ الهوى9
|
|
وهاكَ من عزا له الإبانهْ
|
من حاملٍ للصدْقِ و الدّيانهْ
|
|
نَجْلُ عساكرٍ نمى للأشعري
|
إبانةً في سِفْر كِذْبِ المفتري
|
|
والذهبيُّ في العلوِّ للعلي
|
والبيهقي،والفارسي أبو علي
|
|
والمرتضى الزبيدي ثم ابنُ كثيرْ
|
ثم ابن دِرْباسَ وغيرُهم كثيرْ
|
|
ثمّ ابنُ فرْحُونَ الفقيهُ النابغهْ
|
المالكيُّ قال فيه النابغهْ:0
|
|
(واعتمدوا تبصرةَ الفَرحوني
|
وركِبوا في فلكها المشحونِ)
|
|
وابنُ عمادٍ حنبليُّ المذهبِ
|
أوْرَدَ ذا في شذراتِ الذهبِ
|
|
ومن هنا نسبةُ الأشعريةْ
|
للأشعري عن الهدى عريّهْ
|
|
واعْلمْ بأنّ كلّ منْ أبطَلَها
|
ليس مفسِّقا لمن أعمَلَها
|
|
من علماءَ اجتهدوا-تنزيها-
|
والله باجتهادها يَجزيها
|
|
مهما أتوا من خطإٍ –يعفى-وأينْ
|
فماؤُهم جاوزَ حدّ القُلّتينْ
|
|
وإنما أعجبُ من دفاع
|
تجانيٍّ في الغَوْرِ عن يَفاعِ
|
|
فما الذي يجمَعُه بهم سوى
|
تترُّسٍ،يخافُ منْ نزْعِ الشّوى
|
|
ليس لهم منْ جامعٍ أو سُورِ
|
يجمعُهُمْ حتى القياسُ الصوري
|
|
فهم من التجسيم كانوا في حذرْ
|
وهو يرى معبودَه وسْطَ القَذَرْ1
|
|
وهم يخافون من النار وذا
|
في نهجه يَرى بها تلذُّذا
|
|
فانْظُرْ هنا جواهرَ المعاني
|
موثَّقا عن شيخك التجاني
|
|
وكفّ في التأصيل عن ذي القرْصنهْ
|
ولا تقاتلْ في قرى محصنهْ
|
|
وابْرُزْ إلينا حمي الوطيسُ
|
(محمد جاءك والخميسُ)
|
|
لقد زفى الموجُ وطم الدّاهي
|
(لا عاصم اليوم من أمر اللهِ)
|
|
أتيتُ بالدليل لم أقصُد لِغَيْ
|
فما الذي يدْعوك أن تدعو عليْ؟
|
|
دعاؤُكم أظْهَرَ ما ليس يليقْ
|
من أنكمْ ضقتم بنظمي أيّ ضيقْ
|
|
أشفِقْ على قوسِك لا أراها
|
أحكَمَها الشخصُ الذي بَرَاها
|
|
قد ارْتقيت مرتقى صعبا فمَا
|
به دعوتَ لا يُجاوز الفَمَا
|
|
عندي إذا دعوتمُ دعاءُ
|
ربِّ اكفني-فيهمْ-بما تشاءُ
|
|
بالشرك لا تَقْتُلنُي السهامُ
|
إني أنا ذالكمُ الغلامُ
|
|
فأسألُ الله لك العمرَ المديدْ
|
حتّى ترى انتشارَ ديننا (الجديدْ)
|
|
وكيف نستغني عنِ الأعيانِ
|
في النحو والمنطق والبيانِ؟
|
|
حمَلْتَ حذفَ اسْمي على الجبنِ ألا
|
سوف ترى في مشْرِفَي الأجَلا
|
|
لسوفُ أبقى مُبْهَما ولو لحينْ
|
مستترا أعضُّكم ولا أَبينْ
|
|
وعاملا بالجرِّ قد تسلّطا
|
على الذي في دينه قد خلّطا
|
|
وصارماً يطعَن طعنا محضا
|
(يَمضي إلى عاصي العروق النحْضا)
|
|
وقد مضى نظمٌ بلا جوابِ
|
منك على ما فيه منْ صوابِ
|
|
فجئْتُ بالنظم الجديد يلمعُ
|
(علَّ أبي المغوار) فيك يَسمعُ
|
|
نظمي بوادٍ غير ذي زرعٍ نَزَلْ
|
وإنّه ضيفٌ لديكم لم يَزَلْ
|
|
لقد غدا مهيئا جَوَادي
|
ولم يَجِدْ منافسا في الوادِ
|
|
قطعتَ عاملا قد استعدّا
|
لِعَملٍ قد جئتَ شيئا إدّا
|
|
جَمَدتّ عن نظمي جمودَ الحرفِ
|
وكنتَ عندي حريا بالصرفِ
|
|
لكنْ رمتْكمْ عِللُ ابتداعِ
|
فلم يَعُدْ لصرْفِكُمْ منْ داعِ
|
|
لَتَأَطِرَنّ متنَكم أسيافُ
|
في ساعدي إني أنا خُفافُ
|
|
إني عبوسٌ كالحٌ ثقيلُ
|
إذا استقالَ الخصمُ لا أُقيلُ
|
|
أَضْرِبُ منْ على الأباطيلِ استَمَرْ
|
بدرّةٍ منسوبةٍ إلى عُمَرْ
|
|
ذُقْ مسّها من ذَرِبٍ مُعان
|
قد بَلَغَ الفناءَ في المعاني
|
|
ذُقْ مَسّها من صارمِ الخَصْم الألَدْ
|
وما انْطوى في جُعبتي منْ ذا أَشَدْ
|
|
فاتّق نَظمي واحْذرِ المصيرا
|
ولا تكنْ لخائنٍ نصيرا
|
|
أضحيتَ للبدعةِ أقوى مرْجعِ
|
ومعجمٍ يُجيب في جَحْلَنْجَعِ
|
|
واعْمَلْ بنصح من لرشدكمْ طَلَبْ
|
من الذين رافقوك في الطّلبْ
|
|
وانْظُرْ لما عدّودُ أو بُدّاهُ
|
قد حبّرا في العقدِ ما أنداهُ!
|
|
غاصَتْ دِلاءُ عالِمَيْ هذا البلدْ
|
فمن على نَزْعِهِما له جَلَدْ
|
|
هيهاتَ فالشمسُ بعيدٌ مسّها
|
فلْيَبَقَ في بناتِ نَعْشٍ السُّهى
|
|
خُذْ رَجَزا مني،وقبْلُ رَجَزُ
|
أَعْجَزَكُمْ،وأنت عنْ ذا أعْجَزُ
|
|
ثم أُصَلِّي في الختام سرْمدا
|
على النبي المصطفى، محمّدا
|
|
من(خَطَّ)لِلْمُستَرْشِدين ريعا
|
ولم يكن بكاتمٍ تشريعا
|
|
وقال إنّ الدينَ نحوَ يَثْرب
|
يَأْرِزُ،من قبل افتتاح المغْرب
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق