الإفضال على الإخوان.. ~ مدونة الأخوة

a

عن الموقع

span id="st_finder">

تابعنا عبر البريد

الأربعاء، 2 أبريل 2014

الإفضال على الإخوان..

|



 سئل محمد بن المنكدر – رحمه الله - : أي الأعمال أفضل ؟
فقال : إدخال السرور على المؤمن .

وقيل له أيضاً : أي الدنيا أحب إليك ؟


قال : الإفضال على الإخوان .
ذاك السؤال ، وهذا الجواب .. بأبسط ما يكون السؤال لغة ، وكذلك الجواب .. لكنه أبلغ ما يكون معنى ودلالة .. 
فهل أحدث في نفسك شيئاً ، أو أيقظ حساً ، أو ترك فيها وقعاً ، أو أثار فيها شجوناً ، أو دعاك كلك للنظر والتأمل ؟!!


أسئلة كثيرة ، تثيرها هذه الإجابة المثيرة ، فهي في الحقيقة ليست إجابة ، بقدر ما هي تشخيص حالة ، تشتاق إليها النفوس ، في ظلال الأخوة الإيمانية ، التي أوثق عراها ، وعقد رابطتها رب العالمين : " إنما المؤمنون إخوة " .
أسئلة كثيرة .. يمكن أن تواجه بها ، أمام هذه الإجابة العظيمة ، التي تحمل رسالة كبيرة المدلولات ، عظيمة الدلالات ، ناصعة البيانات ..
الإفضال على الإخوان ..
في الحقيقة لقد تركت هذه الإجابة في النفس آثاراً ، ولا أقول أثراً واحداً ، وأثارت شجوناً ، وحركت مشاعر وأحاسيس .. أبثها ولا أكتمها .. أملاً أن يحيا فينا من جديد هذه الفقه العزيز النادر .. الذي تتمحور رسالتنا الخالده حوله ، وترفع رايته ، غير أن فساد الفهم ، أذهب نصاعتها ، وأضاع حقيقتها ، وطمس معالمها ..
الإفضال على الإخوان ..
ياله من جواب ، ينبئك بحقيقة الرجل ، الذي ما أحب نفسه ، فأسره هواها ، وسيرته أمنياتها ، فجعل عمله في سد نهمها ، وإجابة منادي طمعها ، وتحقيق غاياتها .. بل أحب إخوانه ، أحب الإفضال عليهم ، بقضاء حاجاتهم ، والسعي بها ، وحمل أعبائهم ، وسد ثغراتهم ، والذود عن حياضهم ، وحماية ظهورهم ، وصيانة غيبتهم ..
نعم فهذا أول الدلالات ، وأعظم الإشارات .. الحب الصادق ، الحب الخالص ، نفس صافية ، وسريرة نقية ، وقلب حي نابض بالإيمان ، فلا يفقه هذا إلا من بلغ في الإيمان مبلغ الرجال ، الذين يصدقون ولا يكذبون ، ويرتفعون ولا ينحطون ، ويتطهرون ولا يتلوثون، الذين يذكرون ولا يغفلون .. مدحهم ربهم فقال فيهم : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. ) .. ( .. رجال لا تلهيهم ..) .
الإفضال على الإخوان ..   
تجاوز حدود الأحاسيس والمشاعر ، إلى الإفضال المادي .. فقد بعث إلى صفوان بن سليم بأربعين ديناراً ، ثم قال لبنيه : يا بني ، ما ظنكم بمن فرغ صفوان بن سليم لعبادة ربه؟!! .
 فإن عجزت أن تلحق بركب الإفضال المادي على الإخوان .. بسبب ضيق ذات اليد ، فلا أظنك معذوراً في اللحاق بركب الإفضال المعنوى تجاههم .. بالدعاء لهم بظهر الغيب ، بستر عوراتهم ، بحماية ظهورهم ، بالذود عن حياضهم ، بزيارتهم ومجالستهم ، ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم .. بالتبسم بوجوهم ، بلقائهم طلق المحيا .. بذكر حسناتهم .. ودفن سيئاتهم ..
هذا إفضال معنوي .. لن تخسر فيه درهماً .. ولن تغرم به .. لكن إن تنكبت طريقه ، ولم تف بشروطه ، فاعلم أن في صدرك نفساً خيثة ، وسريرة قبيحة ، وقلباً حقوداً حسوداً .. وإلا فابسط لنا عذرك .. وقل حجتك ، وسق على عكسه دليلك وبرهانك ..
الإفضال على الإخوان ..
فقه خاص ، وفهم متميز ..
من منا يفهم هذا .. ويصل به فقهه إلى هذا المقام .. ويرتفع عالياً حتى يحط في رحاب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – حين قال :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
فقد أحب الطاعة والعبادة ، فأحبها لإخوانه .. فجعل من ماله وغاياته .. وسيلة وسبباً لتفرغ إخوانه للطاعة والعبادة ..
فهل يرقى بنا إيماننا .. وتزكو بنا أخوتنا .. فنحط مرة أخرى في رحاب .. الحب الأخوي الحقيقي .. حتى نظفر غداً بمنابر من نور ، في سرور وحبور .. ؟؟!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Get The Fixed Menu Gadget
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
back to top