العبيديون وسياسة الإحتفال بالمولد ! ~ مدونة الأخوة

a

عن الموقع

span id="st_finder">

تابعنا عبر البريد

الاثنين، 13 يناير 2014

العبيديون وسياسة الإحتفال بالمولد !

|


لقد مضت القرون الثلاثة المزكاة لهذه الأمة ولم تعرف الإحتفال بالمولد ،  وفي القرن الرابع الهجري ظهر بنو عبيد، المتسمون زورًا بالفاطميين؛ انتسابًا إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وأرضاها

خرج بنو عبيد على الخلافة العباسية، وأقاموا الدولة الفاطمية في مصر والشام. ولم يرضِ المسلمون عن سيرتهم في الحكم، وطريقتهم في إدارة شؤون الناس؛ فخافوا من ثورة الناس عليهم، فحاولوا استمالة قلوبهم، وكسب عواطفهم بإحداث الاحتفالات البدعية، فاخترع حاكمهم آنذاك المعز لدين الله العبيدي: مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - وموالد لفاطمة وعلي والحسن والحسين ولجماعة من سلالة آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم
وتتابعت في دولتهم احتفالات أخرى اخترعوها، لم تكن من قبلُ في الإسلام؛ كالاحتفال بالهجرة، ورأس السنة الهجرية، وليلة الإسراء والمعراج، وغيرها كثير.
وظلت هذه الموالد عند بني عبيد في مصر وبعض الشام، إلى أن انتهت دولتهم، وورثها مَن كانوا بعدهم، ولا يعرفها بقية المسلمين في شتى البقاع؛ بل أنكروها ولم يقبلوها تكملة القرن الرابع، وطيلة القرن الخامس والسادس؛ إذ انتقلت عدوى هذه الاحتفالات في أوائل القرن السابع من مصر إلى أهل إربل في العراق، ثم انتشرت بعد ذلك في سائر بلدان المسلمين، بسبب الجهل والتقليد الأعمى، حتى وصلت إلى ما تشاهدونه في العصر الحاضر.

لقد كان الهدف الرئيسي من إحداث الموالد هدفًا سياسيًّا لتثبيت حكم بني عبيد، ولم يكن لمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا لمحبة آل بيته فيه أي نصيب

وهذا الحكم يتبين بمعرفة حقيقة دولة بني عبيد، والاطلاع على شيء من سيرة المعز العبيدي الذي أحدث هذه البدعة فمن هم بنوعبيد ؟
 
بنو عبيد هم من ذرية عبدالله بن ميمون القداح المعروفِ بالكفر والنفاق والضلال، والمشهور
بعداوته لأهل الإيمان، ومعاونته لأهل الكفر والعدوان ومن ذريته كان حكامُ بني عبيد، الذين ظهروا في مصر   كان أول خروج  لهؤلاء العبيديين من المغرب في قبائل تجهل الإسلام، انخدعت بدعوة أبي عبدالله الشيعي فناصروه حتى استقرّ له الأمر، فكتب إلى رئيسه الباطني ليقدم إليه من الشام، فلما دخل المغرب تسمى بعبيدالله ولقب نفسه بالمهدي - وإليه ينسب العبيديون - ويذكر العلماء أن اسمه: سعيد وهو من ولد ميمون القداح الملحد المجوسي. وفور تمكنه بطش بداعيته والممكن له في المغرب أبي عبدالله الشيعي. قال أبو شامة المقدسي عن عبيدالله: "وعبيد هذا كان اسمه سعيدًا، فلما دخل المغرب تسمى بعبيدالله، وزعم أنه علوي فاطمي، وادعى نسبًا ليس بصحيح، لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية، وترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى بالمهدي، وبنى المهدية بالمغرب، ونسبت إليه، وكان زنديقًا خبيثًا عدوًّا للإسلام، متظاهرًا بالتشيع، مستترًا به، حريصًا على إزالة الملة الإسلامية، قتل من الفقهاء والمحدثين والصالحين جماعة كثيرة، وكان قصده إعدامهم من الوجود؛.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ردًّا على من ادعى العصمة فيهم: "فكيف تكون العصمة في ذرية "عبدالله بن ميمون القداح" مع شهرة النفاق والكذب والضلال..." مجموع الفتاوى (53/721)،
وعن نسبهم وإظهارهم الإيمان قال - رحمه الله -: "ومن المعلوم الذي لا ريب فيه أن من شهد لهم - لبني عبيد - بالإيمان والتقوى، أو بصحة النسب؛ فقد شهد لهم بما لا يعلم، وقد قال الله - تعالى -
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36]، وقال - تعالى -: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزُّخرف: 86]. وليس أحد من الناس يعلم صحة نسبهم، ولا ثبوت إيمانهم وتقواهم؛ فإن غاية ما يزعمه أنهم كانوا يظهرون الإسلام والتزام شرائعه، وليس كل من أظهر الإسلام يكون مؤمنًا في الباطن؛ إذ قد عرف في المظهرين للإسلام المؤمن والمنافق قال الله - تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِاليَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]، وقال - تعالى -: {إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1]، وقال - تعالى -: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14]،
وهؤلاء القوم يشهد عليهم علماءُ الأمة وأئمتها وجماهيرها أنهم كانوا منافقين زنادقة، يُظهرون الإسلام ويبطنون الكفر. فإذا قدر أن بعض الناس خالفهم في ذلك صار في إيمانهم نِزاع مشهْورٌ، فالشاهد لهم بالإيمان شاهد لهم بما لا يعلمه؛ إذ ليس معه شيء يدل على إيمانهم مثل ما مع منازعيه ما يدل على نفاقهم وزندقتهم، وكذلك "النسب" قد عُلم أن جمهور الأمة يطعن في نسبهم، ويذكرون أنهم من أولاد المجوس أو اليهود. هذا مشهور من شهادة علماء الطوائف: من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وأهل الحديث وأهل الكلام وعلماء النسب والعامة وغيرهم، وهذا أمرٌ قد ذكره عامة المصنفين لأخبار الناس وأيامهم، حتى بعض من قد يتوقف في أمرهِم كابن الأثير الموصلي في تاريخه ونحوه؛ فإنه ذكر ما كتبه علماء المسلمين بخطوطهم في القدح في نسبهم. وأما جمهور المصنفين من المتقدمين والمتأخرين حتى القاضي ابن خلكان في تاريخه فإنهم ذكروا بطلان نسبهم، وكذلك ابن الجوزي وأبو شامة وغيرهما من أهل العلم بذلك؛ حتى صنَّفَ العلماء في كشف أسرارهم، وهتك أستارهم كما صنَّف القاضي أبو بكر الباقلاني كتابه المشهور في كشف أسرارهم وهتك أستارهم، وذكر أنهم من ذرية المجوس، وذكر من مذاهبهم ما بين فيه أن مذاهبهم شر من مذاهب اليهود والنصارى؛ بل ومن مذاهب الغالية الذين يدّعون إلهيّة عليٍّ أو نبوته فهم أكفر من هؤلاء؛ وكذلك ذكر القاضي أبو يعلى في كتابه: "المعتمد" فصلاً طويلاً في شرح زندقتهم وكفرهم، وكذلك ذكر أبو حامد الغزالي في كتابه الذي سماه "فضائل المستظهرية وفضائح الباطنية" قال: ظاهر مذهبهم الرَّفض وباطنه الكُفر المحضُ

وقال أيضًا: "فإن القاهرة بقي ولاة أمورها نحو مائتي سنة على غير شريعة الإسلام؛ وكانوا يظهرون أنهم رافضة وهم في الباطن: إسماعيلية ونصيرية وقرامطة باطنية، كما قال فيهم الغزالي - رحمه الله تعالى - في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم: "ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض". واتفق طوائف المسلمين: علماؤهم وملوكهم وعامتهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم، على أنهم كانوا خارجين عن شريعة الإسلام، وأن قتالهم كان جائزًا؛ بل نصوا على أن نسبهم كان باطلاً، وأن جدَّهم كان عبيدالله بن ميمون القدَّاح لم يكن من آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنَّف العلماء في ذلك مصنفات. وشهد بذلك مثل الشيخ أبي الحسن القدوري إمام الحنفية، والشيخ أبي حامد الإسفرائيني إمام الشافعية، ومثل القاضي أبي يعلى إمام الحنبلية، ومثل أبي محمّد بن أبي زيد إمام المالكية. وصنف القاضي أبو بكر بن الطيب فيهم كتابًا في كشف أسرارهم وسمّاه "كشف الأسرار وهتك الأستار" في مذهب القرامطة الباطنية. اهـ (مجموع الفتاوى 82/536 ـ 636)

وأما المعز الذي أحدث هذه الموالد فكانت له سيرة سيئة؛ إذ قرّب اليهود والنصارى، وأقصى المسلمين، وحرّف الأذان الشرعي فهو أول من دعى بالأذان بحي على خير العمل، ويكفي في بيان حقيقته أن الشاعر ابن هانئ الأندلسي  قال في  مدحه
مَا شِئْتَ لاَ مَا شَاءَتِ الأَقْدَارُ        فَاحْكُمْ فَأَنْتَ الوَاحِدُ  الْقَهَّارُ
 فقوم هذه سيرتهم وحقيقتهم كيف يظن بهم محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بإحداث هذه الموالد المنكرة في الإسلام؟! ولعل هذا يكشف القصد من وراء هذه المبتدعات من قوم يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر والعياذ بالله تعالى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Get The Fixed Menu Gadget
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
back to top