جاء رجل إلى وهب بن منبه -رحمه الله- فقال له: إن
فلاناً شتمك.
فقه رائع، يضع الأمور في نصابها، ويسميها بأسمائها،
إن أمثال هؤلاء الذين اعتادوا نقل الأحاديث ، وإفشاء ما يدور في المجالس، مع تركيز
واضح على الجانب السيئ فيها، ما هم في حقيقتهم إلا سعاة، يعملون في بريد الشيطان،
ويخدمونه خدمة مجانية ذليلة، بفضلهم أصبح هذا البريد أنشط وأقوى..
كان سلفنا الصالح -رحمهم الله- يعرفون حقيقة هؤلاء
الخدم ، ومكانة سعاة إبليس هؤلاء، فينزلونهم هذه المنزلة التي دونها الطرد والذل ،
فيسمعونهم من الألفاظ ما يليق بهذه المهنة الخسيسة ، التي يتجاوز فيها أصحابها كل
القيم الاخلاقية، والمعاني الإنسانية.
فهذا أحدهم وقد زاره رجل ذكر عنده شيئاً عن بعض
أخلاق إخوانه ، فقال له : " يا أخي أطلت الغيبة،
وأتيتني بثلاث جنايات: بغضت إلي أخي ، وشغلت قلبي بسببه ، واتهمت نفسك الأمينة
" .
... ما اكثر من يطول غيابه، حتى إذا ما حضر، كانت
هداياه فعل فلان ، و قال فلان وفلان..
وهكذا حديث طويل طول غيبته ، يقابل بصمت أو ترحيب بمشاركة تغريه بالزيادة والتزيد
، أما لو فعلنا ما فعله عمرو بن عبيد - رحمه الله - حين جاءه أحدهم ، وقال له: إن
الاسواري لم يزل يذكرك ، ويقول : الضال .
فقال له عمرو : يا هذا ؛
والله ما رعيت حق مجالسته إذ نقلت إلينا حديثه ، ولا رعيت حقي حين أبلغتني عن أخي
ما أكرهه ، اعلم أن الموت يعمنا ، والبعث يحشرنا ، والقيامة تجمعنا ، والله يحكم
بيننا .
"
بمثل هذا الفقه نضيق الخناق على أمثال هؤلاء السعاة
، ونسد الطريق على الشيطان في تحقيق مآربه في الصف الإسلامي ، فحتى نحافظ على وحدة
القلوب ، وتماسك الصفوف، لا بد من أن نصم آذاننا ، ونطهر مجالسنا ، ونحد ألسنتنا ، في
مجابهة هذه الآفة الخطيرة ،
1 التعليقات:
الحكمة ضالة المؤمن
إليكم ما امتحن به سقراط الاغريغي الواشي ساعي بريد الشيطان الذي هم بان يغيظه علي زميله.
قال النمام لسقراط: أسمعت ما قال فلان و فعل بك?
فأجابه سقراط: لا بد قبل أن تتابع لا بد أن تجيب علي الأسئلة الثلاثة التالية:
- 1/ هل ما ستقوله صحيح? فأجاب: لا ادري فسمعته عند الناس.
-2/ هل هو حسن أو قبيح? بل قبيح.
-3/ هل يفيدني شيئا أن اعرفه? لا ادري
فقال سقراط لا تقله لي ما دمت لا تعرف هل صحيح أو كذب و ما دام قبيح و ليس بحسن و لست تدري ما الفائدة لي في معرفته.
إرسال تعليق