لأخي علي ثلاث .. ~ مدونة الأخوة

a

عن الموقع

span id="st_finder">

تابعنا عبر البريد

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

لأخي علي ثلاث ..

|

قال ابن عباس - رضي الله عنهما : " لأخي علي ثلاث : أن أرميه بطرفي إذا أقبل ، وأن أوسع له إذا جلس ، وأصغي إليه إذا تحدث " .
من منا لا يقوى على القيام بهذه الثلاث ، إنها غير مكلفة ، ولا تحتاج منا إلا إلى شيء قليل من الجهد والصبر ، وأي صبر يذكر  في أن تقبل على أخيك بنظرك إن هو أقبل..؟! وأي جهد في أن توسع له في المجلس ؟! فتجلسه جوارك ، بل تجلسه مكانك إن استدعى الأمر ذلك ؟! وأي جهد في الإقبال عليه والاستماع إلى حديثه ، لا تقطعه ، ولا تنشغل عنه .. مادام في حديثه .. ولم يتكلم في مكروه أو في إثم ، أو قطيعة رحم ..



هذه الأشياء الثلاثة ، على سهولتها وبساطتها ، إلا أنها ذات أثر عظيم ، ومفعول قوي، في الارتقاء بالأخوة ، وتعزيز مكانتها ، وتمتين روابطها ..
غير أن القليل من الإخوان الذين يصبرون على القيام بها ، أو حتى الالتفات إلى أهميتها وخطورتها ، إذ أن كثيراَ ما تفتر الروابط بين الإخوة بل فترت وتقطعت بسبب إهمالها ، وعدم الالتفات إليها ، وأخذها بعين الاعتبار ..
وكم توثقت عرى الأخوة ، وزادت نسبة المحبة ، وتوطدت العلاقات بسبب موقف .. تجسدت فيه واحدة من هذه الخصال العظيمة .. إقبال وترحيب ، أو توسيع وإفساح ، أو إصغاء وحسن استماع ..   
ولأهميتها وعظمتها .. تأكدت في خلق المصطفى – صلى الله عليه وسلم – سلوكاً واقعاً ، في أفعاله وأقواله  .. "  تفسحوا في المجالس يفسح الله لكم .."  .. وكان يقبل عليهم بوجهه الكريم ، حتى كان يظن كل واحد منهم أنه وحده ، دون غيره ، محط نظر النبي –صلى الله عليه وسلم - وعنايته.. وكان يهش ويبش في وجوه المقبلين عليه .. يوسع لهم في المجلس ، ويأمر بذلك أصحابه ، ويصغي إليهم إن تكلموا .. ويرحب بمقدمهم ..
إن فقه الأخوة في نفس ابن عباس – رضي الله عنه – النفس التي تربت على معنى الأخوة الحقيقي ، في مدرسة محمد – صلى الله عليه وسلم - .. فقه جليل دقيق ، ميزانه شديد الحساسية ، يقف عند كل المحطات ، ولا يغادرها إلا بتأكيد وتوثيق ، وهذا الفقه شديد الحساسية ، لمسناه عند الكثيرين من سلفنا الصالح ، يعكس هذا الفقه – في الحقيقة – مكانة الأخوة وعظمتها في نفوسهم ..
ولما تراخت عرى الأخوة في النفوس ، ووهنت روابطها في القلوب ، استهين بمثل هذه الأشياء ،  بل تجاوز كثير منا ما هو أعظم منها وأكبر ..
وفي جلسة هادئة مع النفس ، تراجع فيها شريط الأخوة والصحبة ، تجد أن أقرب الإخوان إلى نفسك ، من تمثلت فيه هذه الخصال ، وتجسدت في سلوكه هذه الفعال ..
فلم يغفل عنها .. وهي التي تزيد المحبة ، وتوثق الصلة ، وترفع شأن الأخوة ؟!!
فدير بنا أن نلتفت إليها صادقين ، ونأخذ بها مخلصين ، في سبيل أخوة صادقة ، ورابطة قوية ، وصف إسلامي متحد..
فحاول بعد اليوم إن كنت عنها غافلاً أن تتذكرها ..
وإن كنت لها ناسياً أن تبادر إليها مسرعاً ..
وإن كنت عنها معرضاً إن تقبل عليها من فورك ..
ثلاثة حقوق .. إقبال وتوسيع وإصغاء ..

توج بها سلوكك ، وزن بها فعلك وقولك .. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Get The Fixed Menu Gadget
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
back to top