جملة العقائد من كتاب التسهيل والتكميل لفقه متن خليل
للعلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله
اللهُ حقُّ أَوّلٌ كانَ ولمْ
|
يكنْ سواهُ ثم منْ بَعدِ العَدَمْ
|
أنشأَ خلقَه اختياراً بقَدَرْ
|
لِحِكَمٍ لا عبثاً ،كما ذَكَرْ
|
بقوله كُنْ فيكُون ما طَلبْ
|
بِلا علاجٍ ولُغُوبٍ ونَصَبْ
|
قُلْ صدَقَ اللهُ ،فما في الله شَكْ
|
مَالكُ كلّ مالكٍ وما مَلَكْ
|
خالقُ كلّ فاعلٍ وما فَعَلْ
|
مُسَبِّبُ الأسبابِ واضعُ العِلَلْ
|
وَهْوَ تعالىَ أَحَدٌ فردٌ صَمَدْ
|
أَلْحَدَ من قال بخلقه اتَّحَدْ
|
ليست له صاحبةٌ ولا ولدْ
|
أوْ والِدٌ ليسَ له كُفْؤاً أَحَدْ
|
وليس مثلَه-علاَ-شيءٌ ولاَ
|
يَلْزَمُ ذَا نَفْيُ صفاته العُلَى
|
فهْو السميعُ والبصيرُ المتَّصِفْ
|
بما به في نَوْعَيِ الوَحْيِ وُصِفْ
|
يُمَرُّ ما في وَصْفِهِ جاء منَ الْــ
|
ـوَحْيِ كما يَفْهَمُ من فيهم نَزَلْ
|
من غيرِ ما تَكْيِيفٍ أو تمثيلِ
|
له ولا تحريفٍ أو تأويلِ
|
يُقال نفسُه كما قال: }كتب
|
ربُّكم.. { الآيةَ، أمَّا من نَسَبْ
|
ذاتاً له فقد عَنى التي لهْ
|
ملَّتَه شرْعته سبيلَهْ
|
والأصلُ أن تُضاف للإلهِ
|
-لا للضمير- أو للفظ اللهِ
|
كمثل ما قال خُبيبٌ إذْ صُلِبْ
|
وقالَ نابغةُ ذبيانَ الذرِبْ
|
لأنها تأنيثُ ذي الملتَزَمِ
|
فيه الإضافةُ لغير العَلَمِ
|
من ظاهرٍ قال ابن مالك -وقدْ
|
ذَكَرَ ما يَلزَم ذو في ذا الصدَدْ-
|
(ذو ذاتُ أنثاهُ، ذواتُ الجمعُ
|
وَجَرَيَانَ الأصل يَجْري الفرعُ)
|
نَعمْ أتتْ مضافةً لله
|
في كذَبَاتِ القانت الأواهِ
|
وهْو شذوذٌ ونظيرُه ذو
|
بَكّةَ مما شأنُه الشذوذُ
|
وما نقول في صفات قدسِهِ
|
فرعُ الذي نقولُه في نفسهِ
|
فإن يَقُلْ جَهْمِيُّهُمْ: كيف استوى؟
|
كيف يَجِي؟ فقلْ له: كيف هُوَا؟
|
لا فَرْقَ بين ما سميُّهُ يُعَدْ
|
وصفاً لنا ك(عِلْمٍ) أو جُزءً
كَ(يَدْ)
|
البابُ في الجميع واحدٌ فَلاَ
|
تكنْ معطِّلاً ولا مُمَثِّلا
|
يأْتي، يَجِي، يَكْشِفُ عن ساقٍ،
يَضَعْ
|
قَدَمَهُ على جهنَّم، يَسَعْ
|
بفضلِه الخلقَ يداهُ بالعَطَا
|
مبسوطتان، كيف شاءَ بَسَطَا
|
كلتاهُما في يُمْنِها يمينُ
|
فهْو بذا من خلقه يَبينُ
|
يرى ولا يراه منا ذو بَصَرْ
|
حتى يموتَ ،مثلَ ما جا في الخبرْ
|
يَسْمَعُ، يُبْصِرُ، يُحِبُّ ،يَعجَبُ
|
يَضحَك، يرضى، يستجيب، يَغضبُ
|
يُبغِضُ ،يَطْمِسُ الوجوهَ ،يَطبَعُ
|
يَقبِضُ، يَبسُطُ ويعطي، يمنَعُ
|
يَخفِضُ، يرفَع ،يُعِزُّ ويُذِلْ
|
يَكْرَهُ ،يمقُتُ ويهدي ويُضِلْ
|
يُقْبِلُ، يُعْرِضُ، يتوبُ، يرحَمُ
|
يأخُذ منا الصدَقاتِ ،يُطْعِمُ
|
وليس يُطْعَمُ ولنْ ينالَهْ
|
لحومُ أو دِماءُ ما يُهدى لَهْ
|
لا تُدْرِكُ الأبصارُ منهُ الكُنْها
|
وهْو الذي يُدْرِكُ ذاكَ منها
|
يَغَارُ أنْ يَزْنِيَ عبدٌ أو أَمَهْ
|
له، ويستحيي -علا -ما أَكْرَمَهْ!
|
وليس يَستحْيي من الحق ولاَ
|
من ضَرْبِهِ ما كالبعوض مَثَلا
|
وليس يأذَنُ لشيءٍ أَذَنَهْ
|
إلى تلاوةِ نبيٍ حَسَنهْ
|
وَلخَلُوفُ فَمِ ذي الصوم الزكِي
|
أطيبُ عنده من المسك الذكِي
|
يفعلُ ما يشاء، لا يُسْتَكْرَهُ
|
وَهُوَ بالغٌ –تعالى- أَمْرَهُ
|
فَمَا يَشأْ فينا يَكنْ لو لم نَشَا
|
ولا يكونُ ما نَشَا ما لم يَشَا
|
ولا يَضِلُّ –جَلَّ- أو يَنْسَى، ولا
|
تأخذُهُ سِنَةٌ أو نومٌ –عَلاَ-
|
لا يَظْلِمُ العباد ذرّةً، ولا
|
يُحْصُون ما له عليهم مِن (إِلَى)
|
يُفتي ويشهَدُ ويقْضي، يحكُمُ
|
بالحق، يَسْتَفْهِمُ -وهْو أعلمُ-
|
وما له مُعِينُ أو ظهيرُ
|
وما له نِدٌّ ولا نظيرُ
|
ولم يَكُن يؤودُه حِفْظُ السما
|
والأرضِ أو يُعجزه من فيهما
|
لم يَعْيَ بالخلق ابتداءً من عَدَمْ
|
كذاك لا يَعْيَى بإحياءِ الرِّمَمْ
|
يُحْدِث ما يشاءُ من خَلْقٍ وَمِنْ
|
ذِكْرٍ فما أَحَدَثَ من ذِكْرٍ يُقِنْ
|
أنْ ليس مخلوقاً لأن المحدَث الـ
|
إنزال ،أمّا الذكرُ فهو لم يَزَلْ
|
}ألا
له الخلقُ والاَمْرُ{ ،العطفُ دَلْ
|
أن ليس خَلْقاً ما مِنَ الأمر نَزَلْ
|
بل }علَّمَ القرآن..{ والإنسانا
|
خلَقَه }علمه
البيانَ{
|
يَنْسَخُ ،يُنْسي ما يشا، يُبدِّلُ
|
}والله
أعلمُ بما ينزِّلُ{..
|
ويَتَكَلَّمُ متى شاءَ بما
|
شاء كما شاء لوَ أنَّ الكَلِمَا
|
مدادُه البحرُ بسبعةٍ أُمِدْ
|
وشجُرُ الأرض قِلامٌ ما نَفِدْ
|
ورحمةً سكتَ عن أشياءَ
|
من غير نسيانٍ -على ما جاء-
|
أحاطَ بالناس وأينما يُوَلّْ
|
مستقْبِلٌ فثَمَّ وجهُ الله –جَلّْ-
|
قد استوى إلى السماء واسْتَوى
|
بعدُ على العرش بِخُلْف المُحتوى
|
وليسَ كاستوائنا نحنُ على الـْ
|
ـفلك والانعامِ ،بل العرشَ حَمَلْ
|
وحاملِيه، وإلى دُنْيا السما
|
يَنْزِلُ كل ليلةٍ، لا مِثْلَ ما
|
يَنْزلُ مخلوقٌ بإخلا حيِّزِ
|
منه وشَغْلِ حَيِّزٍ- فميِّزِ-
|
وهو العليُّ، لا تحدُّه جِهَهْ
|
-ضَلَّ المعطلة والمشبِّههْ-
|
قد اصطفى من ملَكٍ ومن بَشَرْ
|
رُسْلاً فأدَّوا عنه ما به أَمَرْ
|
والكتُبُ التي على رسْلِ البَشَرْ
|
أنْزَلَ من كلامه- جَلَّ- فَذَرْ
|
قولَهُمُ :القرآنُ قد دلَّ على الـْ
|
ـكَلام أو على الذي الكلامُ دَلْ
|
بل بالحروفِ والمعاني وَرَدَا
|
واللهُ بالصوت يُكَلِّم غدا
|
ولا تَقُلْ ذا الصوتُ عن تَمَوّجِ
|
هواءٍ أو تَخَلْخُلٍ فيه يَجِي
|
أو حَرْفُه كيفيةٌ تحدُثُ لهْ
|
بالضَّغط –جلَّ الله –أن نمثِّلَهْ
|
بقارئٍ بصوته أوْ حَرفِه
|
كلٌّ وما لاقَ به من وصفِهِ
|
فنحنُ حين نُنْشِد الآن (قِفا
|
نَبْكِ)وقد أَوْدى بمنشيها العَفا
|
لسْنا بِمُجْتَري هواءٍ نَفَثَهْ
|
أو مُحدِثين عينَ ما قد أحْدثَهْ
|
بالضَّغط من كيفيَّةٍ إذْ صرَّفهْ
|
ما بين حَلْقٍ ولَهَاةٍ وشَفَهْ
|
لا تضربوا لله الامثال، ولا
|
تُصْغُوا لمن عَطَّلَ أو من مثَّلا
|
كلَّمَ موسى بكلامه ،اتخَذْ
|
خليلاً ابراهيمَ -من أوَّلَ شَذْ-
|
فاللهُ لم يَسْكُتْ على ما أَوْهَمَا
|
حدوثاً أو نقصاً له بلْ أفهَمَا
|
مرادَه بقولِه: (مَرِضْتُ
|
فلم تَعُدْني) وكذا في (جُعْتُ)
|
أسماؤُه الحسنى على الصفاتِ
|
دلَّتْ، فذلَّت أوجه النفاة
|
فاثْبِتوا منْ وصْفِهِ ما السلَفُ
|
أَثْبَتَ وانْفُوا ما نفى، ثُمَّ
قِفُوا
|
واجْتَنِبُوا الشركَ الجليَّ والخَفِي
|
ولو بما فيه اختلافُ الخَلَف
|
فأَفْرِدُوهُ –جَلَّ- بالعبادهْ
|
لا تُشركوا في نوعها عبادهْ
|
فلا تُسَمُّوا ولداً عبدَ عَلِي
|
أو تَنْذُرُوا لصالحٍ أو لِوِلي
|
ولا تَمَسُّوا قبراً أو تَمَسَّحُوا
|
ولا تطوفُوا حولَه أو تَذْبحوا
|
لا تَعبدُوه بسوى ما قد شَرَعْ
|
قد نتقَّرب بجلْبِ ما نَفَعْ
|
أو دَفْعِ ما ضرَّ لمخلوقٍ ولا
|
نَبْلُغُ ذا من مالك الملك-عَلاَ –
|
وبالرُّبُوبية وَحِّدُوهُ
|
فهْو الذي تعنوا له الوجوهُ
|
لا تجعلوا إذا دعوتمْ وُسَطَا
|
بينكمُ وبينَه فهْو خَطَا
|
ذلك والإيمانُ كلٌّ قد شَمَلْ
|
عقداً بقلبٍ معْ قولٍ وعَمَلْ
|
بنيَّةٍ في سنَّةٍ وبالعَمَلْ
|
زيادةً ونقصاً المثلَ احْتَمَلْ
|
والوحيُ حقُّ، ليس قولاً يُخْتَلَقْ
|
والكتْبُ حقٌّ والملائكة حَقْ
|
والرسْلُ حَقٌّ والنبيُّ العربي
|
خاتِمُهم، أعلاهُمُ في الرتبِ
|
وكلُّهم أوتي إذْ جا بالبُشَرْ:
|
(ما مِثْلُه عليه آمنَ البَشَرْ)
|
وإنما كان الذي الأواهُ
|
أوتيه وحياً إليه اللهُ
|
أوحاهُ فهْو أكْثَرُ الجماعهْ
|
متَّبَعاً يومَ تقومُ الساعهْ
|
كما رجا كذا من الذي اصْطُفِي
|
به الشفاعةُ لأهل الموقفِ
|
فآمِنوا به وما أتى بهِ
|
فاقْفوا وإنْ لم يَأْتِ في كتابهِ
|
فإنه أُوتيَ مثلَه معهْ
|
من حكمةٍ وسنَّةٍ متَّبعَهْ
|
واليومُ الآخِرُ وما قد اشْتَمَلْ
|
عليه من حَشْرٍ وعَرْضٍ لِعَمَلْ
|
حقٌّ كذا الوزنُ وما به التَحَقْ
|
والنار حق وكذا الجنةُ حَقْ
|
والكَتْبُ للأشياء في الذكر سَبَقْ
|
من قبل أن تُخْلَقْ فهو المنطَلَقْ
|
وكلُّ ذا في الذكر جا أو في الخَبَرْ
|
والآن ابتَدِءُ نظمَ المختصرْ
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق