هناك
الكثير من الأخبار عن اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل.. قال الحسن
البصري: لم أجد شيئًا من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل. وقال أبو عثمان
النهديّ: "تضيَّفتُ أبا هريرة سبعًا، فكان هو وامرأته وخادمه يقسِّمون الليل
أثلاثًا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا رواه البخاري (5125)، وأحمد (8618
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبةٌ على مِقْلى ثم يقول: اللهم إنَّ النار قد
أسهرتني. ثم يقوم إلى الصلاة (ابن الجوزي: صفة الصفوة 709/1)
وعن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب أبَيَّ بن كعب
وتميمًا الداري -رضي الله عنهما- أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة في رمضان، فكان
القارئ يقرأ بِالْمِئِينَ، حتى كنا نعتمد على العصيِّ من طول القيام، وما كنا
ننصرف إلاَّ في فروع الفجر ( سنن البيهقي الكبرى) (496/2).
وفي موطأ
الإمام مالك من رواية يحيى الليثي عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا
ننصرف في رمضان من القيام، فنستعجل الخدم بالطعام؛ مخافة الفجر
وفي سنن
البيهقي الكبرى (2/497) عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن هُرْمز قال: ما أدركت
الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان. قال: فكان القارئ يقوم بسورة البقرة في
ثماني ركعات، فإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خَفَّف
وقال نافع: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من
المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله ، ثم لا يخرج منه حتى يصلي
فيه الصبح سنن البيهقي
الكبرى 2/497
طبقات السلف في قيام الليل
قال
ابن الجوزي: (واعلمْ أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات..
الطبقة
الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة
الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة
الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
: "أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ
يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ
دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَه رواه
البخاري (3238)، ومسلم (1159)
الطبقة
الرابعة: كانوا يقومون سُدس الليل أو خمسه.
الطبقة
الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم
فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة
السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبقة
السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين ويُعسِّـلون في السحر فيجمعون بين الطرفين..
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:
"إِنَّ
فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ
فِيهَا خَيْرًا إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ"
رواه مسلم (757)، وأحمد (14394) واللفظ له
ومن
الأسباب المعينة للمرء على قيام الليل
أولا:
ألاَّ يُكثِر الأكل فيكثر الشرب؛ فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام
ثانيا:
ألا يُتعِب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
ثالثا:
ألا يترك القيلولة بالنهار؛ فإنها تعين على القيام.
رابعا
: ألا يرتكب الأوزار بالنهار؛ فيُحرَم القيام بالليل.
خامسا:
سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع، وعن فضول الدنيا
سادسا
: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
سابعا
: أن يعرف فضل قيام الليل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق